ولادته: ولد بمكناسة الزيتون سنة أربع وخمسين ومائة وألف.
وفاته: توفى عن مائة واثنى عشر سنة بداره الكائنة بقعر درب ابن العواد من
مكناس، في البيت يمين الداخل قرب فجر يوم الاثنين ليلة سادس عشرى رمضان
المعظم عام ستة وستين ومائتين وألف، كما صرح بذلك تلميذه غريط المذكور في
رجزه بقوله:
حتى قضى بقرب فجر الاثنين ... ليل يوم سادس وعشرين
من رمضان ستة وستين ... وألف إثر مائتين ثنتين
وصلى عليه بجامع الزيتونة ودفن بدار والده التي صيرها زاوية قيد حياته بحومة أبى الطيب.
وهذه الدار هى التي يحكى أن الشيخ كان وكل بعض اللائذين به المظهرين له صدق الولاء من مسلمة بنى إسرائيل، فعمد هذا الوكيل المذكور إلى الدار المذكورة وباعها بغير إذن من المترجم، فلما شعر بذلك أقلقه وأنشأ قصيدته المذكورة ثَمَّ التي يقول فيها: امشات دارى فحماكم يا رجال مكناس لخ
ثم ردها الله عليه بعد ذلك، فصيرها زاوية يجتمع فيها مع أصحابه للذكر والعبادة، وكان يلقنهم في أول الأمر قراءة دلائل الخيرات، ثم صار الورد الذى يلقنه هو سورة يس، والصلاة المشيشية صباحا ومساء، وعلى ذلك استمر عملهم، وللمترجم بهذه الزاوية ضريح جليل له بهاء ومهابة، ومعه فيه ضريح أخته السيدة خديجة كانت توفيت قيد حياته فدفنها ثمة.
أما دار سكناه التي قدمنا موته بها فلا زال فراشه بها قائما إلى الآن وهو لبدتان كبيرتان من صوف تحتهما حصير والكل فوق طبلة من خشب تعلو من