مجالس السلطان في أقرانه ... ذوى المعارف من أهل شانه
ومعمل الأفكار فيما ألفا ... برسمه في كل وضع عرفا
كان جليل القدر عالى المنزلة ... رقيق قلب خاشعا ما أفضله
صحب شيخ وقته الصقلى ... مولانا أحمد الشهير الفضل
وظهرت عليه من أنواره ... ما طبق الآفاق من أخباره
ونشر الأوراد عنه بسلا ... وبضريح للشريشى نزلا
وبهرت أحواله عرفانا ... وجل علمه فعز شانا
كان مدرسا فصيحا لسنا ... وأتقن التفسير درسا حسنا
لقيه الشيخ أبو إسحاق ... عالم تونس سنا الرفاق
وحضر الدرس له بفاس ... فأورد الإشكال في ائتناس
عن آية هل نسخت أو محكمة ... أجابه فورا بما قد أفهمه
فيما لكل أمة شرعا يخص ... بأنها محكمة حجة نص
قضى بصدر ثالث المئينا ... بعيد ألف بسلا دفيتا
وولى القضاء في مكناس ... وبالصويرة بلا تناس
قلت: الشيخ أبو إسحاق المذكور في النظم، هو الشيخ القدوة الحجة المحقق إبراهيم بن عبد القادر بْنِ إبراهيم الرياحى الطرابلسى شيخ الجماع بتونس المولود -عام ثمانين ومائة وألف المتوفى في سابع عشرى رمضان عام ستة وستين ومائتين وألف، كان هذا الشيخ ورد سفيرًا لسلطان المغرب عام ثمانية عشر ومائتين وألف للامتياز، والسلطان إذ ذاك بحاضرة فاس وحظى لديه بما هو أهل له من التكريم