عالى الهمة، له اليد الطولى، والعارضة العريضة، والاقتدار الكامل في النظم والنثر، ذهب في شعره مذهب القاضى الفاضل، وابن نباتة وغيرهما من أكابر الأدباء، استكتب في الدولتين العزيزية والحفيظية، فكان أكتب أهل طبقته وأبرع جلهم خطا، وكان يقيد بإقامة الحضرة السلطانية، ويظعن بظعنها، ولما ظعن المولى عبد الحفيظ من فاس إلى الرباط كان من جملة من تخلف عن الظعن معه، ثم لحق به وأعيد قال خدمته، ولم يزل مقرا عليها إلى أن اخترمته المنية.
شعره: من ذلك قوله:
أشجى فؤادك بارق الأنواء ... أم ذكر رامة أم نسيم قباء
أم ذكر وجرة أم جآدد جاسم ... والمنحنى أم ساكن البطحاء
سقيا لهم معاهدا وملاعبا ... لمهى محجبة وعين ظباء
لله أيام لنا سلفت بها ... جاد الزمان بشربها بصفاء
جاريت فيها إلى الصبابة والصبا ... رخو الأعبة أصهب الصهباء