العلوم، وتوقفت عليه الآراء والفهوم، كان سيد علماء زمانه، وصدر أهل وقته وأوانه، جمع بين جلالة العلم والدين، وأجازه أكابر العلماء المهتدين، وتخرج به غير واحد من أكابر الأعلام، ودان بذكره وحبه البادى والحاضر، وإلى التمسك به والتعلق بأذياله يبادر.
تولى خطبة القضاء في كثير من حواضر المغرب فاس ومكناس وما دونها، كما تولى القضاء برباط الفتح أول القرن الثالث عشر. قال في تعطير البساط: وقفت على ذلك ببعض الرسوم بتاريخ أواسط ذى القعدة عام ثمانية ومائتين وألف هـ.
كما أنى وقفت على عدة خطاباته والتسجيل عليه بالحضرة المكناسية، من ذلك رسم مسجل عليه بتاريخ ثانى عشرى قعدة سنة خمس وثمانين ومائة وألف، وآخر بفاتح اثنين وتسعين ومائة وألف على فيه بالعلامة الأفضل، البركة الأمثل، الحافظ الحجة المبجل الشريف المنيف الأكمل، قاضى الجماعة بالحضرة الهاشمية المولوية الإمامية السلطانية مكناسة الزيتون وإمام جامعها الأعظم ومفتى الأنام بها في حينه ... إلخ.
أصيب في آخر عمره وهو بمكناس بفالج كان لا يستطيع معه حركة أعضائه في تناول جميع أسبابه فصبر، ومحمد ذلك من جملة النعم وشكر، واستمر على ذلك إلى أن توفي رحمه الله، ذكره في الشرب المحتضر.
وفاته: توفي في جمادى الأولى عام ثمانية ومائتين وألف رحمه الله وبل بمنه ثراه.