للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيخ الوقار الذي ما حل حبوته ... كى يسعف النفس يوما في تصافيها

فما استرق نهاه ذكر غانية ... ولا حنين شج إلى مغانيها

ولا استزلته أهواء بلذتها ... وكم لبيب تردى في مهاويها

ولا زهت نفسه لنيل أمنية ... وكم حليم زهت به أمانيها

ولا استفزته من دنياه زهرتها ... ولا لهته عن العليا ملاهيها

ولا ثنته المثانى نحو رنتها ... ولا لحوق مهاة في أغانيها

إن المكارم أبكار زففن له ... من حضرة الوهب والإفضال واليها

وهي كما قيل أخلاق نعددها ... فالعقل أولها والدين ثانيها

والعلم ثالثها والحلم رابعها ... والجود خامسها والبر ساديها

والصدق سابعها والصبر ثامنها ... والشكر تاسعها واللين عاشيها

سعى لها غير واه لا ولا وكل ... لم يسعد النفس مطر في توانيها

وقد تسامت به إلى العلا همم ... تقاصر النجم عنها في تساميها

مستعجبا عزمات منه أصغرها ... يستنزل الأبيات من صياصيها

فعاش في تقوى يواصلها ... مواليا كل حين من يواليها

ملازمًا طاعة الرحمن مجتهدا ... مسارعا كما دعاه داعيها

حتى انثنى طاهر الأثواب طيبها ... زاكي الخلال حميدها وساميها

لم تبق من تربة غداة مدفنه ... إلا تمنت لو أنه ثوى فيها

أبكيه للعلم والدين المتين معا ... إذا بكت رتب العليا بواكيها

من للفنون جميعًا يحققها ... من للأحاديث يرويها ويمليها

<<  <  ج: ص:  >  >>