مظانه، فليس المحل لبيانه، وقد بسطنا القول فيه في غير هذا التقييد شرح الله صدورنا لمتابعة الكتاب والسنة في الأقوال والأفعال، وجعلنا بمنه من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه آمين.
ولم يقع ولله الحمد في عصرنا اليوسفى إهمال وإغضاء عن تلك البدع، بل النهضة اليوسفية ساهرة على اجتثاثها من أصلها تدريجا، وذلك أوقع في النفوس، فقد دمرت بعض أولئك الطوائف بثغر الدار البيضاء جملة، وأخذ في تطهير فاس ومراكش من دنسها، ونرجو من الله التوفيق والإعانة لمولانا الأمير وأنصاره، وولاة أمره على حسم مادتها تماما، من سائر إيالته الشريفة بيده سبحانه التوفيق والهداية (١).
مشيخته: أخذ عن السيد محمد المدعو الحفيان، وهو عن والده الشيخ محمد فتحا المدعو أبا عبيد الشرقى، عن والده أبى القاسم الزعرى الجابرى الرتحى، عن التباع، وأخذ أيضا أبو عبيد الشرقى أخذ إرادة وانتساب عن الشيخ عبد الله بن ساسى الغزوانى عن التباع، برد الله ثرى الجميع.
الآخذون عنه: أخذ عنه السيد محمد بن يوسف المدعو الحمدوشى نسبة لشيخه المترجم المتوفى بفاس عام أربعة وخمسين ومائة وألف، وأبو عبد الله
(١) في هامش المطبوع: أما في عصر مولانا الإمام، المعتنى بشريعة جده عليه السلام، سيدى محمد أبد الله ملكه، وأجرى بالتوفيق فلكه، فقد أظهر اهتماما عظيما بمنكرات تلك الطوائف وكف أيديهم كما كانوا يفعلون وأصدر أدام الله حفظه أوامره المطاعة بمنع الذين يدعون الانتساب للشيخ ابن عيسى مما كانوا يفعلونه بمقابر مكناسة حسبما سيأتى الكلام على ذلك عند ذكر عوائد مكناس في المولد النبوى الأنور لا زال مولانا ساهرا على رعاية السنة قامعا للبدعة حتى نرى أوامره الشريفة مطوقة جميع بدع الضلال، وأرباب المنكرات والخبال.