المهتدين المستخرجين لجواهر نفائس الدقائق من قاموس الآثار النبوية وأخبارها، صلاة وسلامًا دائمين ما نبهت ورق الربى بالأسحار، ونقم على عائب الشعر وأُبطلت دعواه وغيرت عليه الأسعار.
أما بعد: فقد وقفت على هذا التأليف الفريد، الفائق المحصل المفيد، المسمى تغيير الأسعار، على من عاب الأشعار، وأَجلت فكرى في أسرار لطائفه، وسرحت نظرى في أنوار معارفه، فإذا هو روض هتون، بأرجاء مكناسة الزيتون، قد أشرقت أقماره وشموسه، وأزهرت أغصانه وغروسه، ودارت على أهل الأدب كئوسه، بل سماء علم أضاءت نجومها، وأمطرت بالمعارف والعوارف غيومها، حاز من البلاغة أعلاها، واقتبس من نفائس الدرر أغلاها، وفتح من الفصاحة بابا مقفلا، ومتح من الإحسان الحساني منهلا؛ وسحب على سحبان ذيل البراعة، وحاز قصبات السبق بتلك اليراعة، موفيا بالمراد، مزيلا عن القصد جلباب الاقتصاد، حاسما شبه المعاند، مبرزا الحجج الدامغة له في صورة الشاهد، لم لا ومرصع تراجمه الفائقة، ومكلل فصوله الرائقة ... إلخ.
إلى أن قال: نور الله قلب جامعه بأنوار العلوم، وأفاض عليه سجال الإدراكات والفهوم، وجعل سعيه سعيا صالحا، ومتجره رابحا، وأبقاه لركاب العلم الشريف خادما, ولتهذيبه وتحريره ملازما، وزاده سبحانه علوا وارتقاء، واجتباء وتقريبا واصطفاء، وأضاء بأنوار علومه الوجود، وجعله على قدم جده الذي شرف به كل موجود، وأتاح لي وله من مدده فوق ما ناله السائلون، وغاية ما يستمطره السائلون، آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين.
وفاته: تُوفِّي إثر زوال يوم الأربعاء فاتح قعدة الحرام عام أربعة وثلاثين وثلاثمائة وألف، ودفن بعد عصر يومه بتربة أَبيه بالظهير خارج الزاوية الإدريسية.