هذا وقد كان السلطان المولى حسن آخى بينه وبين محمَّد وحم المذكور، وأخذ عليهما عهودا ومواثيق خصوصًا، وعلى قواد الجيش وأغوات العسكر، وإخوان محمَّد المذكور عمومًا، على أن يكونوا في الرعاية للصالح العام أعوانا، وذلك في وجهته لتافيلالت إذ كان مروره قدس الله روحه على المترجم بزيان أعوامًا نحو الأربعين، ولد فيها الأولاد وشبوا بل شابوا حتَّى صار يعرف هو وأهله هناك بالشناقطة، وولده اليوم يدعى بالزيانى وبه يعرف.
مؤلفاته: أخبرني ولده المذكور أنَّه كتب حاشية على حط النقاب على وجوه أعمال الحساب لابن البنا، وشرحا على المقنع، وأنه أقرأه إياه بذلك الشرح، وتوليفا في القوانين المبسوطة، وأبحاثا في إقليدس، وفي الغريثمو، واستخرج حصة لعرض خنيفرة وزيان، وأنه كان محتفظا على مخاطبات ومكاتيب وظهائر سلطانية من حوادث ذلك الجبل البربرى ووقائع زيان وحروبها مع اشقرن وآيت شخمان وغير ذلك، كان يعدها لتحرير تاريخ ولكن لما اشتد الأمر وضاق المتسع باحتلال خنيفرة وذلك سنة اثنين وثلاثين وثلاثمائة وألف ١٣٣٢ ألقى ذلك في اليم بكل أسى وأسف، ورجع لمسقط رأسه ومعهد أنسه مكناسة الزيتون.
مشيخته: أخذ عن القائد الجيلانى بن حم البُخَارِيّ، والأستاذ إدريس بن اليزيد، والمعطى بن العناية السفيانى، والطيب بن اليمنى بو عشرين وغيرهم. كذا أخبرنى ولده المذكور فيما كتب به إلى ذلك أنَّه تلقاه من والده المترجم.
ولادته: ولد بمكناسة الزيتون في حدود الخمسين ومائتين وألف ١٢٥٠.
وفاته: تُوفِّي ببلده مكناس في جمادى الثَّانية عام خمسة وثلاثين وثلاثمائة وألف، وأقبر بالروضة المجاورة لضريح الشيخ محمَّد بن عيسى، هذا ما يتعلق بترجمته مما تلقيته عن ولده المذكور وغيره ممن خالطه وعرفه حق المعرفة أو رافقه في الأسفار.