أين تكون وجهته، فإن قصد الريفي لطنجة ربما لا يأمن على عائلته بتطوان من التضييق بهم وسلبهم أمتعتهم وما لهم نكاية له، وإن قصد أهله بتطوان لا يدري ماذا تلد له الليالي، وقد كان كل من الريفي وأهل تطوان لما علموا بقدومه وجه إليه يأمره بالنزول من البحر لديه فازدادت حيرته، حتى هم بالرجوع من حيث جاء إلى أن تطمئن البلاد وترجع المياه لمجاريها، وقد كان هذا السفير متأبطا لهدايا مهمة من ملك الإنجليز لمرسله.
ولما اتصل الخبر بصاحب الترجمة أوفد إليه الحاج عبد القادر لبريس لجبل طارق يأمره بالقدوم لحضرته بمكناس، وعند ذلك لم يجد بدا من التوجه للقائد أحمد الريفي بطنجة فتوجه لديه ثم ذهب للحضرة السلطانية.
وفي عشري قعدة الحرام عام تسعة وثلاثين ومائة وألف كتب المترجم لقنصل الإنجليز وتجار النصارى الذين بتطوان يعلمهم بانه ولي الباشا على بوشفرة مكان الباشا أحمد الريفي عاملا على إيالته سهلها ووعرها ماعدا طنجة والعرائش وأصيلا، فإنه أبقاها لنظر الريفي المذكور، وأنه أمر بوشفرة بسكنى تطوان وأَنهم لا يرون من المذكور إلا كمال المجاملة والصيانة التامة لأنفسهم وأموالهم حسبما بصحيفة ٢٨ من تاريخ انقلابات دول المغرب المذكور.
بناءاته: منها القصبة التي أنشأها بتادلا حذو قصبة والده، واتخذ بها داره ومسجداً أكبر من مسجد والده، كما أن قصبته أكبر، وزيادته في قبة ضريح والده كما تقدمت الإشارة لذلك في البناءات المكناسية.
قضاته: منهم الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن التماق الأندلسي الغرناطي العلامة المشاور، ولي قضاء فاس بعد امتناع والخطابة بالقرويين منها سادس صفر سنة أربعين ومائة وألف، فعدل في الأحكام وتحري الإنصاف والورع ومشاورة العلماء وأُخر رابع شوال من السنة المذكورة عن غير