ويثني عليهم وعلى بلادهم ويتشوق إليها وكان يقال فيه إن فهمه لا يقبل الخطأ وله صناعة في التدريس يجيد ترتيب النقول ويتأنق في كيفية الإلقاء، وكان من عباد الله الصالحين لا يفتر عن قراءة القرآن إلا في زمن المطالعة أو الإقراء أو ضروريات الإنسان، وكان أورع الناس في النقل، كاد أن لا يفارق لسانه لا أدري أو حتى انظر أو كلام يقرب من هذا.
وكان دمث الأخلاق رقيق الحاشية متقشفا في الدنيا قانعا بما تيسر من المأكول والملبس لا يحسن تدبير الدنيا قال "في درة الحجال" صارت الدنيا تصغر بين عيني كما ذكرت أكل التراب للسانه والدود لبنانه.
وفي "كفاية المحتاج" هو آخر فقهاء فاس لم يخلف بعده مثله، وأصله من مكناسة الزيتون كما صرح بذلك غير واحد ممن ترجمه.
مشيخته: أخذ عن اليسيتني وهو عمدته، وسقين، وابن هارون، وعبد الواحد الونشريسي، والزقاق وغيرهم ممن اشتملت عليه فهرسته.
الآخذون عنه: أخذ عنه الإمام المولي عبد الله بن على بن طاهر الحسني العلوي، وأبو المحاسن الفاسي، وأخوه العارف بالله، وولده أبو العباس أحمد، وأبو العباس ابن القاضي صاحب "درة الحجال" وغيرها. وأجاره عامة قال في درته لازمته كثيرا من سنة خمس وسبعين إلى وفاته وما فارقته إلا زمن رحلتي للمشرق أو زمن أسري فقط أو مرة أقمتها بمراكش في حياته رحمة الله عليه وأخذ عنه خلق عظيم.
مؤلفاته: منها شرح المنهج المنتخب على قواعد المذهب، وحاشية على كبري السنوسي في العقائد، وأخري صغيرة عليها أيضًا، وشرحان على قصيدة ابن زكري في الكلام مطول ومختصر، وفهرستان كبري وصغري، ومراقي المجد في