ولادته: ولد بمكناسة ولازم ضريح الشيخ محمَّد بن عب مني شيخ الطريقة العيساوية حتى أسند إليه التقديم عليه وقام بخدمته أتم قيام وأحسنه، ثم لما تفاحشت البدع من أهل النسبة العيساوية وتكرر نهيه لهم وهم يستعيرون له أذناه صماء، وعينا عمياء، وبالأخص في تماديهم على اللحن الفاحش في حزبهم المعروف لديهم بـ "سبحان الدايم" تنازل عن ذلك التقديم ولازم داره وصار لا يخرج إلا للجمعة، وأقبل على عبادة ربه حتى أتاه اليقين، وكان يشار إليه بالمهارة الكاملة في علم الأسماء والأوفاق واستخدام الجان تقصده الزوار من الجهات القريبة والبعيدة.
مشيخته: أخذ الكتاب العزيز عن الفقيه البوسدراوي، والشريف سيدي محمَّد ابن إدريس البوعناني، والفقه عن العلامة الشيخ الحاج مبارك الفيلالي، وحصل ما قسم له من المعلومات وأخذ الطريقة العيساوية عمن تصدر لتلقينها إذ ذاك من مشاهير مقدميها.
الآخذون عنه: أخذ عنه ابن عمنا العلامة النقاد، المتأني الذي له كل صعب انقاد، سيدي محمَّد بن أحمد العلوي قاضيْ زَرْهُون سابقا قراءة آية الكرسي عند النوم إحدى عشرة مرة حسبما أخبرني بذلك مشافهة ومكاتبة، وشيخنا العلامة المشارك المطلع أبو العباس أحمد بن المأمون البلغيثي قاضي مكناسة الحالي أخذ عنه الصلاة المشهورة وهي: اللهم صل على سيدنا محمَّد طب القلوب ودوائها، وعافية الأبدان وشفائها، ونور الأبصار وضيائها، وعلى آله وصحبه وسلم حسبما شافهني بذلك وبما وقع له معه من المكاشفات مرارا، وحدثني عنه أنه نعي له نفسه وذلك أنه ودعه ذات يوم عام ١٣٠٩ فأنشده المترجم: