للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم بعد ذلك أمر باشا مكناس حم بن الجيلاني بن حم البخاري به بإلقاء القبض عليهما، وذلك صبيحة يوم الجمعة ثم على صهرهما العربي الزبدي واستئصال أموالهما وأثاثهما، وبيعت تركتهما في العواصم المغربية، وبعد إلقاء القبض عليهم بذل المترجم العطاء للوفود وأسدى للضعفاء والمساكين بكل ناحية ولا سيما مكناسة وفاس ووجه بالمقبوضين مقيدين لسجن ثغر تطاوين، إلَّا الأخير فنقل لآسفي سجينا.

وبسجن تطاوين مات الحاج المعطي وكانت مدة اعتقاله ثلاثة وثلاثين شهرا، ومن عجيب الاتفاق أن مدة وزارته كانت كذلك ثلاثة وثلاثين شهرا.

وبقي به أخوه محمَّد الصغير إلى أن سرح أواخر الدولة العزيزية، ونقل لطنجة وبقي في حكم الثقاف بها في أتعس عيش، إلى أن اخترمته المنية.

وأما الزبدي فقد سرح بعد وفاة المترجم بأيام قلائل ولحق بالسلطان المولي عبد العزيز بمراكش، فكرم وفادته ورده لوظيفه السابق، وأنزله بعرصة مولا يعلي الشهيرة بحومة الكتبية ولم يزل على وظيفه إلى أن بارح السلطان مراكش ووجهته محروسة فاس، وذلك في شعبان عام تسعة عشر وثلاثمائة وألف فكلف بإتمام حساب ما بيع من متخلف المترجم وحساب بناءاته التي كان السيد محمَّد بن عبد الهادي زنيبر مكلفا بها وتصفية ذلك أمر كله، فلم يزل في مأموريته هذه إلى متم عام ١٣٢٠، فأصدر له الأمر السلطاني بالقدوم لفاس، ولما لحق بالجلالة طلب الخدمة بوطنه رباط الفتح فأسعفت رغبته وعين أمينا على الديوانة والمستفاد وخليفة مستقلا عن عامل الثغر الرباطي، وبقي على وظائفه المذكورة إلى أن حل الركاب السلطاني بالثغر المذكور عام خمسة وعشرين وثلاثمائة وألف، فأمر عندئذ بالطلوع لمحل خدمته بالبساط الملوكي، وأُقر زيادة على ذلك على أمانة المستفاد وأُذن له في جعل ولده نائبا عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>