حيازتكم ثمنه منه نيابة عن جانبنا العالي بالله والسلام في ١٦ صفر الخير عام ١٣٢٠ هـ.
ومع الأسف فقد مدت في ذلك أيدي الخائنين، وتفرق شَذَرَ مَذَرَ، ولم يصل للمخزن من أمتعته المبيعة بأسواق المدن بعد سمسرتها إلا النزر اليسير، كما مدت أيدي النهب والاختلاس في أموال وأمتعة غيره ممن صدر الأمر بحيارة أموالهم لبيت المال كابن العلام قائد المشور السابق الذكر والفشار، ولم يقع الاقتصار على أخذ أموال من ذكر من المستخدمين وضمها لبيت المال، بل مدت اليد العادية في كل من له أدنى علقة واتصال بهما من الأقارب والأباعد، وكل من لباشا ذلك الوقت فيه شهوة وغرض بدعوى أن المذكورين أمنا عندهم من أموالهما وأمتعتهما فأخفوها، وبسبب ذلك توصل لغصب أموال كثير من الناس، ولم يقدر أحد من المنهوبين على النطق ببنت شفة فيما أصابه خوفا على نفسه من بطش ذلك الباشا المستبد المظلوم.
ولما تفاحش ذلك وبلغ للجلالة العزيزية أمر الأمين السيد الحاج محمَّد بن عبد السلام المقري الذي هو الصدر الأعظم الآن بالبحث عنه والإعلام بحقيقة الواقع فيه، فأجاب بعد البحث بأن جميع ما بلغ لشريف العلم صحيح، وأن دخوله على تلك الدور يكون أولًا من غير الأمناء المكلفين معه ليستبد بما شاء من مال ومتمول، ثم يدخل ثانيا مع الأمناء والعدول أو يوجه من ينوب عنه وأن ضرره قد عم أهل البلَد ولم يقدر أحد منهم على رفع الشكاية به للحضرة السلطانية، وأن الفشار له الاطلاع التام على ما كان بدار ابن العلام وبسؤاله يظهر ما استبد به ذلك المستبد لنفسه وخان فيه السلطان، ثم تبرع المسئول المذكور بطلب إراحة أهل البلد من جوره وتفاحش ضرره بعزله عنهم حسبما ذلك مبسوط في جوابه بخط يده وهو بتاريخ ١٢ ربيع الثاني عام ١٣١٩.