فانتدب زعيم الدولة إذ ذاك ووزير حربيتها المهدي بن العربي المنبهي للذهاب إلى إنكلترا، وعين خليفة له ومستشارا لديه السيد عبد الرحمن بركاش باشا الرباط الآن، والسيد الزبير سكيرج ترجمانا، والسيد محمَّد بوستة كاتبا.
ولما وصلت هذه السفارة للوندرة أقامت بها نحو شهر وفي تلك المدة عقدت شروطا رسمية تحتوي على أربعة فصول:
الأول: بناء القناطر وإصلاح ما تلاشى منها بسائر الإيالة المغربية.
الثاني: تشييد المنارات بالمراسي المغربية لعموم النفع بها.
الثالث: تسريح وسن الحبوب بحرًا من مرسى إلى مرسى.
الرابع: وسن البطاطا والخضر بأسرها من مرسى طنجة إلى مراسي الأجانب من حيث هي.
وهذه هي الشروط الرسمية، وهناك شروط ومعاهدات سرية التزم رئيس السفارة للدولة البريطانية بالوفاء بها على ما قيل.
وانتدب السيد عبد الكريم بن سليمان وزير الخارجية سفيرا لفرنسا وروسيا وألمانيا وبمعيته أبو عبد الله محمَّد فتحا الجباص الوزير الصدر سابقا، والأمين بناصر غنام كاهية النائب السلطاني بطنجة الحاج محمَّد الطريس التطواني.
ولما اجتمع السفير بأعيان الدولة الفرنسية وعرض رغائب الدولة المغربية أجيب عن ذلك بما حقق لديه أن ما ألصقه بعض الدول بجانبها وقرره في شأنها محض افتراء وزور، وأنه لا داعي إليه سوى إرادة إيقاد نار الفتن بين الدولتين وتحقق لديه أنه لا تعلق لقضية قصور توات بالسياسة الفرنسية وإنما سبب الاستيلاء عليها ما عولوا عليه من اتصال قطر الإيالة الجزائرية بوطن السودان بالسكك الحديدية، وبعد استيفاء الغرض المقصود من الدولة الفرنسية توجهت السفارة للدولتين المذكورتين.