جموعهم وتشتيتهم حتى لا يلحق من بالسور منهم أدنى أذى وعززتهما الدارعة الإصبانية فسار الكور ينزل على المفسد والمصلح وعم البلاء واشتبك وارتبك لعدم إمكان التحرز ولأن الخبث إذا أكثر هلك الصالح والطالح فهلك عدد عديد من أولئك البؤساء المرعوبين الجياع العطاش المسلوبين المنهوبين الذين كانوا بالسور الجديد، وولى الثوار ناكصين على الأعقاب ولم يبقى واحد منهم يروج بالمدينة ولا يحوم حول السور.
وفي عشية ذلك اليوم نزل بالبلدة المذكورة القائد الجنرال (درود) واحتل البلد بخيله ورجله، وتم الأمر على يده وانتشر الهدوء والسكون.
ثم بعد ذلك نزلت فرقة من العسكر الإصبانى للاحتلال أيضًا واتخذت المساجد أروية لربط بهائمها وألواح الصبيان الذين يقرءون القرآن حطبا وبالغت في الإفساد والتدمير داخل المدينة وخارجها.
أما القسم الآخر فإنه انقسم إلى قسمين: قسم خرج ناجيا بنفسه إلى البادية للاستيجار بمن له به صداقة وسابقية مودة عساه أن يؤمن روعته، ويرحم لوعته، وقسم التجأ بدور بعض القناصل فانقلب على الحضرى الناجى بنفسه البدوى الأجلف الذي كان صديقا حميما عدوا مبينا فكان الحضرى يلقى صفيه البدوى فيحن له ويرتاح لرؤيته فيبادره بجفائه الغريزى المركوز في طبعه الخشن ويقابله بكل شدة وقساوة ويجرده من كل ما عسى أن يكون عليه من الثياب أو بيده من المتاع قل أو جل، ويتركه مكشوف العورة صفر اليدين ويقول له أنا أولى بسلبك من غيرى بلغ بهم الإفراط في الخبث والدناءة إلى أن شقوا بطن امرأة حامل وأخرجوا جنينها منها ظنا منهم أنها ابتلعت نقودا، ومخضوا شريفا مخضا ذريعا لاتهامهم إياه ببلع نقود كذلك.
وكم افتضوا من أبكار واسترقوا من أحرار، فمن جملة من استرق وبيع