عبد الكريم نجل صديقنا ناظر الأحباس في ذلك الحين بذلك الثغر السيد إدريس الفيلالى، ثم بعد أخذ ورد أدى والده لمن كان اشتراه قبل مائة ريال سكة حسنية.
ثم بعد انجلاء غياهب هذا الحادث المدلهم جمعت أكداس تلك الجثث المنتنة وذلك ثامن غشت وألقيت في أخدود وصب عليها الكاز وأطلقت النار وردم رمادها ورفاتها بالمحل الذي صار الآن جنانا عموميا مقاومة لتلك الروائح الكريهة المؤذية، وتحفظا عما ينشأ عنها من الأضرار الفتاكة المعدية المعدمة، وكان المكلف بجمع تلك الجثث والأشلاء المعين (بريط) الفرنسى الولوع بجمع الآثار العتيقة والنقود الثمينة الشهير إلى الوقت الحاضر بالدار البيضاء.
أخبرنى أنه مات من اليهود نيف وأربعون، وجرح منهم خمسون، واختطف من فتياتهم مائه وخمسون كما اختطف من المسلمات عدد عديد.
وبعد إطفاء نيران الفتن بالدار البيضاء قام أهل الحمايات بطلب تعويض ما ضاع لهم في الواقعة ومن نهبت له عشرة ادعى بالآلاف وشددوا في ذلك وأفرطوا، فاصدر السلطان ظهيرا بتشكيل لجنة تنظر في الخسائر وعين أعضاء من الوطنيين والأجانب وإليك نص الظهير.
بعد الحمدلة والصلاة.
"يعلم من كتابنا هذا أعلى الله مقداره، وثبت على الهدى مزاره، أننا أذنا بتشكيل جمعية بثغر الدار البيضاء للنظر في الخسائر الحاصلة بالثغر المذكور وقت حادثته للأهالى والأجانب وتحقيق الحق عنها وإبطال الباطل وتقدير التعويضات اللازمة في ذلك بموجباتها، وعيّنا من قبل جانبنا الشريف عمنا الأرضى مولاى الأمين للرياسة عليها وخديمنا الطالب بناصر غنام معتمدا أولا والطالب الصديق احرضان معتمدا ثانيا والطالب الحسن كاتبا ليقوموا بالمتعين في ذلك مع الأعضاء