سجلماسة مع السلطان المولى الرشيد، زمن فراره من أخيه المولى محمد، فنزل بالزاوية الدلائية بعد ما استقل مولاى الرشيد بالملك، وأخذ العلم بها عن أهله ثم نزل بأفران من بلادزيان واستوطنها، وبها توفى، وضريحه هنالك مشهور.
وقد كان لبنيه من بعده جاه ووجاهة عند بنى عمهم الملوك العلويين، ولا زال عقبهم محل تجلة وإكرام إلى وقتنا هذا.
صاهر المترجم السلطان المولى عبد الحفيظ بأخته السيدة حفصة، ورشحه لإخماد نيران فتن البربر التي ثارت عليه، وشقت عصا الطاعة، وتمردت وعاثت في السبل، وخيمت بحللها برأس الماء قرب فاس، وقطعت المواصلة بين فاس ومكناس بل سائر الجهات، ومدت يد النهب والسلب في المارة وبالأخص بسايس.
وقد كانت فاتحة أعمالهم بنهب شيخنا العلامة السيد الحاج المختار بن عبد الله ابن عم الوزير أحمد بن موسى السابق الترجمة وخلفه في الوزارة، وستأتى ترجمته بحول الله.
وكان ترشيح السلطان المذكور لصاحب الترجمة لهذه المهمة بإشارة من بعض من له في المترجم شهوة وغرض، وأفرغ ذلك للسلطان في قالب أن القبائل البربرية خدمة للشرفاء الأمرانيين لا يرفعون أمامهم رأسا ولا يردون عليهم كلاما ولا يعصون لهم أمرًا، وأن للمترجم ووالده وجده وسلفه من الحرمة والمكانة ما يقضى عليهم بالانقياد والرضوخ للطاعة.
ولما استقر ذلك في ذهن السلطان أمر وزيره الصدر الأعظم حينه السيد المدنى بن محمد الأجلاوى بأن يأمر صاحب الترجمة بالتوجه لهذه المهمة، فوجه عليه وبلغه الأمر المولوى فتعلل واعتذر ولم يأل جهدا في التنصل، وذلك بعد أن كان السلطان وجه لهم القائد عبد المالك المتوكى أحد أعيان دولته، وكبار عمال