والده، وصنوه السلطان مولاى عبد العزيز من قبله، وذلك بصفة كونه بربريا وله مع بعض رعمائهم يَدٌ، وَسابقية معروفة، واجتمع بذوى رأيهم قرب دار دبيبغ، وراجت بينه وبينهم المخابرة في الرجوع عن البغى والتمرد والرجوع لطاعة السلطان، وتحمل لهم بكل ما يرومونه من السلطان، ولم تحصل من تلك المخابرة أدنى نتيجة سوى تحصيل الفئة الباغية على تسريح أساراهم الذين كانوا بسجون فاس.
ولما سرحوا تمادوا، وحاولوا تشتيت محلة السلطان التي كانت مخيمة بمصلى باب الساكمة، أحد أبواب فاس الشهيرة، وعين قادوس، والاستيلاء على ذخائرها وعدتها وعددها واقتحام فاس، وصمموا على ذلك فكانوا كل يوم يهجمون على تلك المحال ذات العدة والعدد، ويشتد القتال بين الفريقين وتبقى الجثث مبعثرة طعمة للكلاب والغربان.
ولما لم تقبل من المترجم معذرة ورأى أن لا مناص أخذ على الوزير المذكور العهد والميثاق على أن لا تخفر له ولا لهم ذمة إن هم أجابوه للرجوع للطاعة، وتكفل له بذلك قنصل الدولة الفرنسية إذ ذاك بفاس المسيو كيار.
فعند ذلك وجه بعض أصحابه لمن له بهم معرفة من أعيان البرابر يستأذنهم في الخروج إليهم فأجابوه لذلك، فخرج إليهم لرأس الماء وفى معيته أخوه العدل الرضى مولاى سعيد، فتلقوه بالترحيب والإجلال، وأظهروا له من الخضوع والانقياد ما لم يخطر له ببال، وأمسكوا في ذلك اليوم عن الهجوم على المحلة احتراما له وتعظيما، وظل يومه يعظ ويذكر ويحذر وينذر ويعد ويمنى زعماء أولئك الأوباش الأنجاس كى يردهم عن طغيانهم.
فتصدى للكلام معه من رؤساء فتنتهم القائد حم الحسين المطيرى البورزونى والقائد عق المطيرى البويدمانى والقائد محمد بوزومة الأغواطى، والقائد محمد