للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سفينتكم؟ وهل هذه هى صحة القول؟ فهذا مما يدل على عدم صحة كلامك ومما يثبت الإخلال بقولك، وقلة وفائك.

فحتى الآن، فالذى ظهر لنا أنه ما يليق بنا معك إلا الشر، وإذا أردت تثبيت المهادنة وإبرام الكلام فيها وإمضاء حجتها، فابعث لنا من عندك قونصو بالتفويض على الأمر، ويجلس هنا في إحدى مراسينا ويكون الأمناء معه في هذا كله، ونبرم معه هذا الأمر ويكون من أهل الحل والربط عندكم، وإلا فإن ظهر لكم خلاف ذلك فأعلمنا، وعرفنا بما عليه عملك، وما أضمرته طويتك والسلام على من اتبع الهدى وفى التاسع من شعبان المبارك سنة خمس وتسعين وألف.

وذكر المؤرخ الكنت المذكور في كتاب له طبع بباريز سنة ١٩٠٣: أن المترجم كتب لسلطان الإنجليز بما نصه: الحمد لله وحده، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، لا رب غيره، ولا معبود سواه، ثم الطابع السلطانى بداخله إسماعيل بن الشريف الحسنى، وبدائرته إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، أيده الله بعزيز نصره وأمده بمعونته وشره وخلد في الصالحات شريف مناقبه، وجميل ذكره، آمين يارب العالمين:

"إلى طاغية الإنجليز القاطن ببلاد الفرانصيص يعقوب المسمى بلسانهم جامس، سلام على من اتبع الهدى، وتجنب سبيل الغى والردى، وآمن بالله ورسوله ثم اهتدى.

أما بعد: فإنا كتبناه إليك وأوردناه عليك وأوصلناك بهذا الكتاب. واعتنينا لك بهذا الخطاب لمسألتين اثنتين إحداهما دينية والأخرى سياسية دنيوية، وموجب إيرادهما عليك التنبيه لك والإيقاظ والنصح والإرشاد، وذلك أن أخاك الذى كان مملكا على الإنجليز من قبلك كان عرف لنا من الحق ما عرف، وتقرر عنده من لدنا ما لهذا الدين الشريف على غيره من الشفوف والشرف، فكان من أجل ذلك يطلب منها المهادنة على طنجة، فبعث لمقامنا العلى بالله من أصحابه وخدامه المرة

<<  <  ج: ص:  >  >>