فرد المفاخر من ذؤابه هاشم ... فذ التقى في الجهر والإسرار
مأوى الديانة والسماحة والدها ... والصفح والإغضا عن الأوزار
رحمى الإله ومن بغرة مجده ... سعد الوجود ونال كل فخار
النعمة العظمى التي عم الورى ... إحسانها كالوابل المدرار
لله نهضته وفيه سكونه ... وقيامه في ليله ونهار
ما همه إلا اكتساب محامد ... ومحبة العلماء والأبرار
همم لعزته الشريفة تجمع الـ ... أعدا وتسكنهم بدار بوار
قل للذين عن الطريق تحرفوا ... كفوا عن الطغيان والإصرار
هذا خليفة ربنا المنصور قد ... وافى ليقطع هامة الفجار
بشر عداه بأخذة سموية ... تردى جميع كبارهم وصغار
هيهات لا وزر يقيهم لا ولا ... وطن ولا مصر من الأمصار
هذى أسود الغاب تخشى بأسه ... وعزيز سطوته بلا إنكار
فلم التحصن بعد هذا إنه ... لسفاهة الأوغاد والأشرار
لكن عذاب الله حق عليهم ... فعموا وصموا عن نِدا الإنذار
فليهن سيدنا ومولانا الرِّضا ... هذا الختام المشرق الأنوار
أديت حقا للبخارى وافيا ... ورفعت ذكر صحيحه بمنار
وجعلت يا نجل الرسول ختامه ... عيدا سعيدا نيط بالأسرار
وأفضت فيه من المواهب أبحرا ... أزرت بجود البحر والأمطار
ناهيك ما أوليت من نعم ومن ... بر سجيل فضة ونضار