ولما أوقع الرحيل كتب لعامل فاس أبي العلاء إدريس السراج معلما له بمبارحة الأسمى الحضرة المراكشية، ومبينا مراحل الطريق التي رام المرور عليها، ودونك لفظه بعد الحمدلة والصلاة والطابع الكريم:
"خديمنا الأرضى الطالب إدريس السراج، أعانك الله وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد:
فإنا قد كنا قفلنا من حركتنا السعيدة بحاحا وحللنا هذه الحضرة المراكشية المحروسة بالله حلول يمن وظفر وسعادة، كان المراد إذ ذاك أن ننهض في محلتنا المنصورة وجيوشنا الموفورة لناحية الغرب من غير مهلة، ثم اقتضت المصلحة المكث في هذه الحضرة أياما لترتيب أمورها، وإصلاح شئونها، وتسكين قبائلها، واستقرار كل أمر في مركزه حتى يبقى جميع ذلك على أحسن ما يراد وينبغى بحول الله، وقد يسر الله جميع ما نويناه ورتبنا جميع ما ذكر بحمد الله، وعلى قواعد الجد والحزم بحمد الله بنيناه، ووجهنا حينئذ بعون الله الوجهة لناحية الغرب، ونهضنا بحول الله ومنته. وطوله وقوته. يوم تاريخه معتمدين على ما دعونا الله من تيسيره وتأييده. ونصره وتسديده. وخيمنا بمحلتنا السعيدة بزاوية ابن ساسى والأحوال بحمد الله صالحة. ونعم الله غادية ورائحة.
ونيتنا إن شاء الله المرور على الطريق التي ورد عليها سيدنا الوالد قدسه الله هذه المرة الأخيرة على طريق تادلا، ومنها لورديغة، ثم بنى زمور، ثم السماعلة، ومنها لزعير ومنها بحول الله لزمور، ومنها لمكناس إن شاء الله بحوله وقوته، وأعلمناكم لتشكروا نعمة المولى. وتشاركوا في حمده جل وعلا. على ما أسدى وأولى. وهو المسئول بنبيه - صلى الله عليه وسلم - ومجد وعظم. أن ييسر جميع الأمور. في الورود والصدور. آمين والسلام في رابع رمضان المعظم عام تسعين ومائتين وألف".