للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما تأمل الأفلاك لو بسطت له ... بذا اليوم في محرابه الأنجم الزهر

لتدرك من أقدامه لثم أخمص ... مواقفه أقدامها الفتك والدسر (١)

ودون من بحر البلاغة مصقع ... له خطبة قد زانها الوعظ والنتر (٢)

فبورك من عيد سعيد مقره ... بأرض زعير ما استفيد به دمر

وعنه انفصلنا واتصلنا بكل ما ... يسنى لنا البشرى وإن قصر السير

لدار أبي عياد ذات مزارع ... وعين سبيت من تسلى بها الفكر

وشمنا على قرب الديار زبيدة ... أماطت خمار البين إذا حسن الفسر (٣)

تحن إليها النفس وهى بعيدة ... فكيف وقد أدنى مقلدها اليسر

وطالع عنها شوقنا كل تلعة ... وطالع عك والشوق لاعجه جمر

بلاد بمولانا أذيل أسودها ... وكسر ناب البغى واقتطع الظفر

فقاموا بحق الله والملك رهبة ... وسرهم بالنصر أعلن والجهر

ورحنا لتا ورتيست حول زبيدة ... وشائننا أودى به الدحر (٤) والتبر

وراض بنا يمن البيوت سوابقا ... إليها ولكن ماء جيرانها نزر

بدعوة مولانا تفجر سيبه ... وفى صبرا عنه انفاى الترب والصخر

فآن بأسرار الأناة نزولنا ... بطالع كرماط وأسادنا جزر


(١) في هامش المطبوع: "الدسر: الطعن والدفع".
(٢) في هامش المطبوع: "النتر - بالمثناة - تغليظ الكلام وتشديده".
(٣) في هامش المطبوع: "الفسر: الإبانة وكشف المغطى".
(٤) في هامش المطبوع: "الدحر: الطرد والإبعاد والدفع". والتبر -بالفتح- الكسر والإهلاك.

<<  <  ج: ص:  >  >>