ولما شفى صاحب الترجمة مما ألم به تبارى الشعراء في التهنئة والقول، فكان من ذلك قول الفقيه الكاتب الأوحد السيد لحاج إدريس بن إدريس العمراوى:
نهار كما شاء السرور سعيد ... ويمن على مر الدهور جديد
وبشرى به الإسلام أثبت طوده ... وقد كادت الأرجاء منه تميد
وفتح به ازدان الزمان وأهله ... وموسم عز قد تبدى وعيد
وفخر وإسعاد وفضل ونعمة ... تباشر أحرار بها وعبد
به رقصت مراكش وتبخترت ... روى البشر فيها خالد ويزيد
بل الشرق والغرب ازدهى لسرورها ... وهشت لها شاماتها وهنود
فقم وانشرح واطرب وطب فحبورنا ... بإبلال مولانا الإمام يزيد
توارى ولا باس فطاشت عقولنا ... وكادت نفوس العالمين تبيد
ولارمنا داء السهاد تأسفا ... وحارت مهى في خدرها وأسود
فلما رأينا غرة المجد أشرقت ... وروى أحاديث الشفاء حميد
تراجع أرواح الورى لمقرها ... تبارك مبدى العالمين معيد
وجالت بنا الجرد الجياد وولولت ... كأن تفاصيل الصهيل نشيد
وقهقه أصوات المدافع فانبرت ... بروق تهنى بالمنى ورعود
وأرسلت الخيل العتاق فساجلت ... مواهب بر ذكرهن عديد
ولائم سعد عظم المجد قدرها ... براحة مولانا الهمام تعود
أحاديث من حل الهنا بشفائه ... بها فار منسوب وخاب حسود
لدى الحسن المولى المؤيد والذى ... له الفخر ينمى طارف وتليد