الحالة وعفا عنهم عفو قادر، ووظف عليهم غرامة مالية قدرها مائة وخمسون ألف ريال وخمسمائة مرهون من أعيانهم، وأدوا جميع ذلك والتزموا برد الحقوق والمظالم وإخراج قبيلة مجاط من بين أظهرهم وجعل النزائل لحراسة المارة بين فاس ومكناس، وفى هذه الوقائع يقول الفقيه الأديب مولاى أحمد الرباطى من قصيدة:
صلحت بعزك في الخروج قبائل ... فالحب عادت بينهن طوائل
لما حللت بأرضهم حلت بها الـ ... بشرى وفكت للحقود حبائل
كانت منازلهم قبيل خروجكم ... قفرا وبعده هن منه أواهل
حقنت دماءالفرقتين بعيدما ... كانت رماحا بينهن وسائل
لعقت دماءهم السيوف ودحرجت ... هاما وكرت في النزال قبائل
شابت بمعترك الوغى شبانهم ... لولا الحروب لما صرخن ثواكل
دوخت أرضهم بقصد هنائهم ... فتهنأوا حتى المحل الهائل
بعد الشتات جمعت شمل فراقهم ... أطفالهم أمنت كذاك أرامل
فالحيف مهزوم حسمت ذراعه ... بنصال عدل إذ سطوت تناضل
ما خاب ساع في المصالح إنه ... مشكور سعى بالسعادة آئل
تنبى البداية عن جميل نهاية ... وعلى الأواخر قد تدل أوائل
فبسائس نيل المراد بسايس ... والحق بان به وغاب الباطل
حصل الأمان على الطريق لفائت ... نزلت من النزال فيه نزائل
يا معشر القفال بشرى بالهنا ... قد عمرت بالراحلين مراحل
ابن السبيل أهم شئ عنده ... في ظل سيفه قد تنام قوافل