الواقع بتلك النواحى، وشرحوا له الأضرار التي تلحق الجيوش، والأخطار التي ترتكبه في هذا السفر، والتزموا بأداء ما يستفيده بيت المال في هذه الحركة من أموالهم الخاصة بهم والخالصة لهم.
ولما استوعب كلامهم شرح لهم الباعث المهم الداعى لهذه الحركة، فعلموا أن لات حين مناص، وأجابوه لما أراد، وقاموا على ساق في الأخذ بالأحوط والاستعداد، وأصدر المترجم أوامره لقبائل دكالة وتامسنا بحمل القمح والشعير والتبن إلى مرسى الجديدة، ومرسى الدار البيضاء، ليحمل منهما في المراكب إلى ساحل السوس الأقصى بقصد إرفاق الجيش وإعانته.
وبعد ذلك نهض من مراكش في جيوش جرارة تتلاطم أمواج أبطالها، وخلف وراءه صدر الوزارة أبا عبد الله بن العربى الجامعى لما ألم به من المرض الشديد، وعين في محله العلامة السيد محمد الصنهاجى إلى أن أبل، ولحق به لوادى نون.
وكانت مبارحة المترجم للحضرة المراكشية في يوم الاثنين الحادى عشر من رجب من السنة موافق سابع عشر ماى وخيم بعدوة وادى نفيس بمشرع العناية، وكان زمن السير أربع ساعات، ثم نهض من علوة وادى نفيس وخيم بنزالة المزوضى - نسبة إلى مزوضة قبيلة بينها وبين مراكش مرحلتان - وكان زمن السير خمس سوائع ونصف، ومن نزالة المزوضى إلى وادى شيشاوة ومدة السير ثلاث ساعات، وأقام هنالك يوم الخميس ونهض يوم الجمعة من شيشاوة، وخيم بسيدى المختار، وكانت مدة السير أربع سوائع وخمس عشرة دقيقة، ثم منه لعين اماست، ومدة السير ثلاث سوائع، ومدة السير ثلاث سوائع ونصف، ومنها إلى وادى بوريقى بقبائل حاحة حيث بويع السلطان المترجم يوم وفاة والده، ومدة السير أربع سوائع وأقام هنالك يوما.
ومن الغد وهو يوم الأربعاء عشرى رجب نهض من بوريقى وخيم بدار انفلس بظهر اذاوخلف، ومدة السير ثلاث سوائع ونصف ومنها إلى اذاوكلون