للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بخمره، وهنالك قرية كان يقال لها قرية الأندلس كانت (١) من عمل بنى زياد سكنها على قديم الزمان قوم أندلسيون وتناسلوا بها وأقاموا دهرًا لم تتغير ألسنتهم ولا أشكالهم إلا من كان منهم كثير الامتزاج بأهل البلد (٢) فإنه تغير لسانه وكانت لهم بالقرية المذكورة كرمات بعل في أرض رملة حمراء كذا قيل، وهذه القرية والله تعالى أعلم هى المسماة في هذه الأعصر تلاجدوت، وبها جرى المثل السائر "دار الكرامة يا تلاجدوت" ومنها كان الشيخ أبو الحسن علي بن يوسف التلاجدوتى المدعو بسيدى علي بن يشو، وهو من شيوخ شيخنا الفقيه الحافظ سيدى أبى عبد الله محمد القورى، والخطيب البليغ المصقع سيدى أبى العباس أحمد بن سعيد الحباك الغفجميسى وكلامهم اليوم برطانة البربر المفرطة في العجمة من خطه.

قلت: أما الساقية الصعبة المجرى فلم يبق لها أثر لهذا العهد، وأما قرية الأندلس المسماة تلاجدوت فلم يبق لها أيضا أثر ولا خبر، وكون مسمى تلاجدوت هو قرية الأندلس يخالفه ما في كتاب الاستبصار، بعجائب الأمصار، المؤلف سنة سبع وثمانين وخمسمائة، فإن فيه أن من مدن مكناسة الأربعة تلاجدوت (٣) وتفسيره المحلة، قال: وهو محدث البناء، وهو مشرف على بطاح وبقاع مملوءة بياضا (٤) كثير الثمار، وأكثرها الزيتون فسميت به، وهذه المدينة عليها سور كبير وأبراج عظيمة، وهى مدينة حفيلة. هـ.

وهذا الذى وصفها به لا ينطبق إلا على تاكرارت المدينة الآن، فعليه لها اسمان كل منهما فسر بالمحلة فالله أعلم.

وأما الشيخ أبو الحسن التلاجدوتى والقورى والحباك فستأتى تراجمهم في محالها بحول الله فترقب.


(١) في المطبوع: "كأنها" والمثبت من الروض الذى ينقل عنه المصنف.
(٢) في المطبوع: "البلاد" والمثبت من الروض الذى ينقل عنه المصنف.
(٣) في الاستبصار الذي ينقل عنه المصنف "تاقرارات" وقد أشار المصنف فيما بعد إلى الاسم الوارد في الاستبصار. وقال: فعليه لها اسمان كل منهما فسّر بالمحلة.
(٤) في الاستبصار: "مملوءة بفيضات" وفي نسخة أخرى منه بالهامش "بيضات".

<<  <  ج: ص:  >  >>