كما وقع الكلام معهم في شأن اكتيال الشعير فأشاروا بأن يكون أمين يكتال لكل مرحلتين وما اكتاله ينزلونه بالمحل الذي تنزل به المحلة.
وكانت هذه المفاوضة في العشرين من ربيع النبوى عام ثلاثة وثلاثمائة وألف حسبما وقفت على ذلك في كناشة المهندس الطالب أحمد بن الشاذلى البُخاريّ، وقد كان المتقدم أمام المترجم لضبط المراحل بالسوائع والدقائق وبيان السهل والوعر وما به ماء وما لا ماء به فإذا أحاط علماً بالطريق المراد سلوكها فصل ذلك في تقييد بغاية الضبط والإتقان، وقدمه للمترجم ليكون على بصيرة ممَّا يقدم عليه وعلى هذا كان العمل في سائر الحركات.
ولما عزم المترجم على النهوض عقد لنجله مولاى محمد على جيوش جرارة وقدمه أمامه لاستخلاص الواجبات الشرعيّة من زكوات وأعشار المترتبة بذمم تلك القبائل السوسية، وأمره بالتخييم بقبيلة هوارة إلى أن يلحق به أو يرد عليه ما يكون عليه عمله بعد، وأصيب الوزير ابن العربي بداء الفالج واستنيب عنه الفقيه الصنهاجى.
ثم في يوم الخميس الثَّاني عشر من جمادى الثَّانية عام ثلاثة وثلاثمائة وألف بارح المترجم مراكش في جيوشه المتلاطمة الأمواج ووجهته القطر السوسى وكان مخيمه بوادى السمار، ومدة السير ساعتان ونصف، ثم منه لزاوية الشرادى ومدة السير ثلاث ساعات ونصف، ثم لوادى الحلوف ومدة السير ثلاث ساعات، ومنه للمغسلة والسير ثلاث ساعات، ثم لزيمة بقبيلة حمير والسير ثلاث ساعات ونصف.
وأقام المترجم بجيوشه هنالك يوماً واحداً للاستراحة ولحوق المتخلفين بالجيوش المظفرة، ثم لسوق الأحد والسير ساعتان ونصف، ثم لقلعة ابن التمار بعبدة، والمسير أربع ساعات وربع، ثم لغدران الخيل والسير ثلاث ساعات، ثم