للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم تقدم الكبراء للسلام على السفير، وأظهروا من الفرح والبشاشة والترحيب ما يستدل به على ما لهم من الاعتناء بجانب مرسله إليهم سلطان المغرب الأقصى، فقابلهم السفير بما يقتضيه المقام.

ثم ركبت السفارة في القطار المعد لها وتوجهت لعاصمة البلجيك (بروكسيل) وبعد مسير ساعة ونصف وصلت إليها فوجدت المحطة على أروع ما يكون من الزينة وبديع التنسيق، والأعلام المغربية والبلجيكية ترفرف وعددا وافرًا من العساكر خيالة ومشاة ووزير الخارجية والقائد العسكرى، وجما غفيرًا من وجهاء الدولة وذوى الحيثيات واقفين بها في انتظار ورود السفارة اعتبارا لشأنها وأداء لواجب تحيتها.

وبعد تقديم مراسم السلام بين الجانبين ركب وزير الخارجية والسفير في عربة خصوصية وأعضاء السفارة في عربة أخرى أعدت لهم وساروا في موكب مدهش إلى محل النزول الذى كان اُد لهم، ثم ودعهم الوزير ورجع.

وما استقر بهم المجلس حتى أتى إليهم رئيس التشريفات للسلام على السفير بحسب النيابة عن الملك، ثم استفهمه عن تعيين وقت رد الزيارة للوزارة الخارجية، فعين له الساعة العاشرة من يوم الأربعاء ثالث يوم وصولهم.

وفى الوقت المعين وقع اقتبال وزير الخارجية للسفير بكل حفاوة وإجلال هش وبش، وأظهر من العواطف والإحساسات ما لا مزيد عليه.

وفى عشية اليوم نفسه رد الوزير للسفير الزيارة وأعلمه بان اقتبال الملك والملكة له يكون على الساعة الثانية بعد الزوال من غده الذى هو يوم الخميس، وطلب منه نسخة من الخطبة التي سيلقيها أمام الملك ليهيئ جوابها طبق المتعارف في ذلك فدفعها له. ونص كتاب الإعلام بتعيين وقت الاقتبال الملوكى:

<<  <  ج: ص:  >  >>