للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعد: فقد أجبناك في غير هذا عن مطلبى باشدور اصبنيول بما تظهره له من التلطف والمدافعة بالتى هى أحسن، وأنت اعمل جهدك في ذلك وكن عند الظن بك في مدافعته وتأخيره عنهما بكل ما أمكنك، إذ لا يخفاك ما ينشأ عن ذلك من الهرج والفتنة وتشويش قلوب المسلمين

وإن ظهر لك شئ يكون فيه إعانة لك على المدافعة والتأخر فأعلمنا به لنرى فيه، ثم إذا لم يمكن دفاع وقطعت منهم الخير بالكلية وأيست من رجوعهم عن ذلك فأجبه عن أبراج حدود مليلية بأن البلاد سلمت لهم على حدودها وما أخرناهم عن البناء فيها إلا رغبة في طول الهناء للجانبين، وتوقيا مما يجلب موجبات الشنآن بين الدولتين المحبتين، وإلا فالأرض المسلمة لهم يفعلون فيها ما شاءوا، ودرك ما ينشأ عن ذلك محسوب عليهم وحال قبائل الريف معروف عندهم، وعدم استقامتهم وامتثالهم مشهور في جميع الآفاق، وهو يرى كيف دافعوهم عن عمل الجير والآجر والقرمود بإزاء حصنهم كما زعم في دعواه، فكيف بالبناء.

وما علينا إلا أن نأمرهم بالتخلى لهم عن بلادهم وتخليتهم وما يريدون فيها ونكفهم عن الشر ما أمكننا، وأما المحل الذى قرب وادى نون فقد بحثنا الجوار عنه ومن له خبرة بذلك واعتناء وولوع بالأخبار والتواريخ، فأخبرنا على وجه التحقيق أن المحل المذكور قريب من الصحراء الغير الممكن فيها الأحكام، ويسمى بالعجمية صانطكروز لبكنيا وهو الذى كان بيد الصبنيول قبل هذه لمدة بنحو المائتين سنة يصطادون فيه السمك والأمر فيها سهل إن لم يصدر لهم من أهله حرج، فنتأمل في ذلك ونسلمه لهم على شروطه ومنهم إليه بحيث لا تكون علينا عهدة ولا درك فيما يلحقهم من الجيران ومن أعانهم من المتطوعين غير المخزن، وعلى كل حال فقد عرضنا عليك نظرنا في هذا لتنظر فيه وتتأمله ولا تبدى منه إلا ما ظهر لك

<<  <  ج: ص:  >  >>