أما بعد حمد الله الذى لا إله إلا هو فقد وصل كتابكم لحضرتنا الشريفة بأن من غاية اهتمامكم بحفظ العلائق الاتصالية وملاحظة محبة الدولتين التي هى للتأكيد داعية. بتعيينكم للكمندار توركنطاغلى للورود على حضرتنا العلية وزير تفويض. وسفيراً بحق خالص محبتكم بمزيد التوكيد والتحضيض، وأنكم اخترتموه لما امتاز به من الخصال الحميدة. والآراء السديدة. والثقة به في الإجراء على ما كلف به من قبلكم، وصرف همته للاهتمام بمقصدكم، وطلبتم من جانبنا الشريف أن يقع عندنا موقع الاستحسان. ونثق به فيما ينهيه عنكم من الأخبار الحسان. التي مضمنها ربط دوام المحبة بين الدولتين وتحقيق أسباب المودة الكائنة بين الدولتين.
أما حفظكم للعلائق الاتصالية ورعيكم لما بين الدولتين من المحبة والوسائل الودادية فهو أجلى من الشمس وأشهر ونحن كذلك وأكثر، وأما تعيينكم للكمندار تور المذكور بعد انتخابكم له على الوجه المشكور، فدليل على محبتكم ومودتكم وصداقتكم وما لكم من صدق الاهتمام. وحسن المحافظة على حق المحبة الموصولة على الدوام.
وأما ما طلبتم من الثقة به فيما ينهيه لجانبنا العالى بالله مما يتضمن ربط دوام المحبة بين الجانبين وأن يقع موقع الاستحسان، فكل من هو ثقة لديكم وصدوق فهو عندنا كذلك، وقد ورد لحضرتنا الشريفة وحل بها حلول تمييز واعتبار. وألفى كما عرفتم به من أوصاف الاختيار. وجرى في امتثال إرادتكم على وفق ما ظننتموه وقرر لنا من تحقيق محبتكم الثابتة ما اعتقدتموه، وأظهرنا من الثقة به ما زاد ركن المودة تشييدا، وعد في مقام الاعتناء فعلا حميدا، وقابلناه بما اقتضاه جميل المراعاة والامتياز، وردنا به استدلالا على بناء المحبة التي لا يعتريها اهتزاز، ودمتم في هناء وثروة وعافية، مراعين للمحبة والمودة والصداقة سرا وعلانية، وحرر في ١٧ صفر عام ١٣٠٧".