"إلى المحب المعظم، المحترم المفخم، الحائز التبريز والتصدير في ديوان الرياسة، المنعوت بحسن التدبير والسياسة، والأوصاف المحمودة والسعى المشكور سلطان دولة الالمانيا والبروس السلطان كليوم امبيرطور.
أما بعد حمد الله الذى لا إله إلا هو العلى العظيم فقد ورد على حضرتنا الشريفة كتابكم المشيد من تجديد العهود أركانا، المترجم عن تقرير الاتصاليات لسانا، منبئا بما اقتضته آراؤكم ووقع عليه اختياركم من استعمال المنيسطر طراورس بطنجة عوضا عن المنيسطر الرزدنيط تستا لما ثبت لديكم فيه من الأهلية، والاتصاف بالمحامد الجلية ولما أظهرته مراتب خدمته من الثقة، والمساعى السديدة المنتسقة وأشرتم بملاحظة رتبته بعين الاعتناء، واستماع أقواله المجددة لطيب الثناء، وتصديقه بالثقة فيما يذكره عن جنابكم ومعاملته من الفرح بما يستدعيه حسن مقاصدكم.
أما استعمالكم إياه في هذه الرتبة الجديدة، وإيثاركم له بهذه المنحة الحميدة. فلا شك عندنا أنه من حسن آرائكم معدود. ومن اجتهادكم فيما تحصل به أعمال الصلاح غاية المقصود، لما تقرر لدينا من محبتكم التي لم يزل غصنها ناضرا وروض عهودها بنسيم التجديد زاهرا.
وأما تنبيهكم لنا عليه فقد استفتحتم به منا عيون الملاحظة المستلزمة لحسن القبول، وتأكيد المحافظة فمرحبا به وبكل من يأتى من جانبكم، واختياركم له على الوصف المذكور دليل على محبتكم وصداقتكم وسعيكم المبرور، وهو عندنا مصدق معامل بما تعهدونه من مقتضيات الجميل، والاعتناء الذى هو بدوام الاتصال بين الجانبين كفيل، ودمتم ملحوظين بعين التوقير والاحترام، من الخاص والعام فائزين بمزيد الفخامة والثروة والضخامة وختم في ٧ ربيع الأول عام ١٣٠٥".