عن النفوس ارتيابا من حيازتكم لمكانة والدكم ورتبته وجلوسكم على منصة مملكته، وتشييدكم لأركان فخاره، وتعميركم لداره، وحلول الملك في أهله، ولم يخرج عن فرعه وأصله لأن الأشجار لا تثمر إلا في مواطنها، وأصناف الأحجار لا تنبت إلا في معادنها، والعين لا يبصر فيها إلا سوادها، والأجساد لا تقومها إلا أرواحها.
وحيث كانت عهود المحبة بين الجانبين ملحوظة، وحقوقها مصونة محفوظة، اقتضى ذلك أن وجهنا خديمنا الأرضى الأنصح الأنجد الأصلح القائد محمد بن أحمد بن المؤذن السركينى سفيرا إليكم بقصد تهنئتكم بهذه المسرة، لأنكم أحباؤنا نحب لكم دوام الهناء وخيره، وبعد أن انتخبناه من خدام أعتابنا الشريفة الراسخين القدم في الخدمة خلفا عن سلف، ومن بيوتات المجد التي ليس فيها مختلف وحملناه ما يؤديه إليكم مما يكون سببا بحول الله لتأكيد المحبة، وزيادة المودة، وعزرناه بكاتبنا الأرضى الأنجد الأنصح الأرشد الطالب العربى المنيعى، وبخديمنا الأرضى الأنجد الأمين الطالب محمد بن عبد الرحمن بربشة.
ونحن على يقين من أنكم تقابلون السفير المذكور ومن معه بمزيد المبرة والقبول، وتبلغونهم من الاعتناء غاية المأمول، وتصدقون السفير المذكور فيما حملناه، وفى كل ما يذكره لكم عن جانبنا العالى بالله، من جميل الاعتقاد وكامل الوداد، مما يزيد محبة الدولتين تجديدا ورسوخا وتأكيدًا ونحن معكم على ما كنا عليه أيام والدكم وأكثر من المحبة والصداقة التي لا تتبدل ولا تتغير.
ودمتم رافلين في حلل التهانى، ممتعين بما يليق بكم من الأمانى، وختم في ٢٢ من ربيع الثانى عام ١٣٠٧".