هذه المدة، وما تتقوى به على الخدمة، وإن اقتضى نظرنا الشريف أن تتوجه للمحل المذكور حين تحصل لك الراحة وتقدر على السفر تتوجه وصار ذلك بالبال.
فأما توجهك للمحل المذكور فقد تقدم لك كلامه وما أخبرت به من أن غيرك إذا توجه لهذه القضية لا يتمكن من الغرض هو الذى توسمناه وهجس في الخاطر والباطن، ولذلك شرح الله صدرنا للإذن لك في التوجه وكتبنا لك به آخرًا بعد ما خيرت أولا فالعمل عليه، وإذا عزمت فتوكل على الله.
وأما ما تخيل لك من أن لهم في توجهك شيئا فخذ في ذلك بالحزم واحتط ما أمكنك ولا توافقهم على ما فيه ضرر أو شبهة أو مخالفة للشرع فإنا لا نقبله ولا نوافق عليه أصلا إذ المقصود من هذا هو التطهير من هذا الرجس لا إبداله بما هو أقبح وأفظع في المثل، كما غسل دما بدم أو بزيادة آخر عليه في المثل جاء يطب فأعمى، وفيه أيضا جاء ليستفيد قرنين فرجع بلا أذنين.
وأما تصييرك على ما هو واجب على المخزن فلا علم لنا به لأن كل ما تكتب لنا به وتخبر أنك صيرته على دعاوى أو تفاصلت معهم فيه ننفذه لك كقضية أعراب الحدادة والصبنيولى المقتول وما كنت تفاصلت به في قضية إعطاء أهل الحماية في الإمكاس ينفذ لك وهلم جرا.
ولو أخبرت بغير ذلك مما يجب لنفذ لك كأمثاله إذ لم يعهد لأحد من المكلفين الذين عندهم ما يصيرون منه أن المخزن يكلفهم بالصائر عليه من عندهم وأحرى غيرهم الذين يعانون من جانب المخزن.
وعليه فبين ذلك الواجب المخزنى الذى صيرت عليه من عندك ليظهر، وبين لنا نظيره الذى تقدم الصائر عليه حياة سيدنا رحمه الله ومن أين كان يصير عليه.