للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونص ما كتبه السفير المذكور للأمين المتقدم الذكر ليبلغه الحضرة السلطانية سرا فيما بلغه من عدم مساعدتها فيما أراده هو من ضرب السكة النحاسية بإنجلترا:

"حضرة المحب الفاضل المبجل الأمين الرضى السيد الحاج محمد الزبدى رعاك الله وسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

وبعد: فوقت رجوعنا إلى طنجة منذ أيام قلائل القونص مستر وايط طالعنى بكتابكم المؤرخ بـ ٨ من ج ٢ ذاكرا لنا أن السلطان لم يساعد لما أشرنا به من جعل سكة النحاس في بلادنا عوض الفلوس الزائفة التي من معدن ردئ، والسلطان أيده الله أمر ترجمان الفرنصيص بمقتضى مطلوبه ليجعل عشرين مليونا فرنك سكة فضة ولم يساعد إيده الله الترجمان المذكور في أربعين مليونا فرنك من سكة الذهب والفضة والنحاس.

فقد عز بى حيث سمعت أن السلطان لم يساعد لما أشرنا به من جعل سكة النحاس في بلادنا عوضا عن سكة النحاس الزائفة الحاضرة اليوم هنا إما أولا بعد ما يصنع العدد الكثير منها من معدن فيذوب مثل ما يصنع لدى المخزن، فدائما يزورون ذلك ويتورث منه صعود الصرف والضرر لبيت المال والتجارة ولجميع خلق الله ...

فلا نحتاج نجدد ونقول في هذا الكتاب النفع الشهير الثابت الذى يكون للسلطان كما سبق منا لك، وهو عدد كثير من الفضل لبيت المال حين يتمم الأمر.

وهذه السكة الفاسدة يجمعها ويبيعها وأرباب فبريكة سكة النحاس يجعلون الفلوس لبلادنا وللطليان ولعدد دول أُخر هذه مدة سنين معددة بدون شكاية من أحد لا من حيثية المعدن ولا من السكة كما يقع عند الغير، والسلطان يكون مطمئن البال أن لا يصدر ضرر له من هذا، وأيضًا ذكرنا لسيادته إذا لم يكن عنده

<<  <  ج: ص:  >  >>