مال موجود يعطيه على هذه السكة، فيأخذ سلفا بوجه مناسب من عند أرباب السلف ... راج على ما ذكر لمنفعة السلطان ورعيته أن سيادته يجدد التأمل ويرجع عما قال أولا، ولا يعز بالفرنصيص ذاك حيث أننا كنا أشرنا بذلك قبل منهم هذه سنين ...
وفى شأن سكة الفضة فلم نكن أشرنا بها قط حيث سكة الفرنصيص والصبنيول هما رائجان في هذه الإِيالة بكثرة، حيث كنا ظننا أن لا وجود في بيت المال عدد ليخلص عن هذه السكة الجديدة، وإذا وقع سلف كثير فيتورث منه مصاريف كبيرة ويصدر منه الضرر أيضًا، ويجعل السلطان ودولته في منزلة صعبة إن لم توف شروط الدفع في وقته ...
فلو كان في بين المال عشرون مليونا وهذه سكة الفضة تكون صافية جيدة مثل ما عند الفرنصيص والصبنيول يكن لنا الغرض ننظر مثل السكة القديمة في هذه السكة المذكورة مثل ما عمل ذلك في بر الترك وفى إيالات أُخر، فحينئذ يصدر الضرر الكثير في منفعة لسلطان وللتجارة، نعم يتمول من يعمل ذلك ومن أكد على السلطان بقبوله.
والسلطان أيده الله ح يجعل نفسه غريما لأحد الدول بدون احتياج والظاهر لنا أن ذلك ليس على وجه الأدب، حيث يستطاع منه مطاليب عن ساق الجد والدخول الذى يصدر منه المحاكمة والمشاحنة ...
فتقدر تطلع بهذا السلطان أيده الله بوجه السر وتذكر أن هذا الرأى صدر من محب صدوق بدون طمع ... هأنا نكتب لك بهذا ولا للوزير ولا للسيد محمد بركاش، حيث إن سيادة السلطان أمرك بالكتابة لنا في أمر السكة والسلام في ١٤ يوليوز عام ١٨٨١ موافق ١٦ شعبان، الأبرك عام ١٢٩٨.