ونص ما كتبه الوزير الجامعى للزبيدى جوابا عن كتابه إليه في شأن ما دار بينه وبين فرنسا من الكلام في أمر السكة:
"محبنا الأعز الأرضى وأمين سيدنا الأعز المرتضى الخير البركة السيد الحاج محمد الزبدى، رعاك الله وسلام عليك ورحمة الله عن خير مولانا نصره الله.
وبعد: وافانا كتابك في الرابع والعشرين من شهر تاريخه في شأن ما يطلبه أصحاب كنطردة السكة على التعطيل وبنفس وصوله أطلعنا به شريف علم مولانا نصره الله، وعلم دام علاه ما شرحته فيه مما دار بينك وبين باشدور الفرنصيص في ذلك وما حاججته به حتى قال لك وهل المشاهرات الست موجودة عندكم، فأجبته بأن أربعا منها هناك حاضرة وباقيها في الأثر، فقال: وهل تدفعون المشاهرات التي بعدها كل شهر؟ فأجبته بأنها موجودة بما تساويه الفضة وفق شرط الكنطردة.
كما علم أعزه ما ذكرته من أن الأمر لا يتم إلا بخير بحول الله مع التعجيل بالمشاهرتين من مكناس وبالسكة الناقصة الوزن بأثرهما لتنقطع حججهم، ولا يبقى لهم ما يقولون، وسر نصره الله بذلك واستبشر وعلم أنه نبه لهذا الأمر عمر وقال نصره الله ما نصه: لا شك أنه مفتاح خير، وفيك نظرة سيدنا جده وسيدنا والده قدسمهما الله، ودعا لك أيده الله بخير تقبل الله من سيادته آمين.
وأمر دام علاه بأن تزيد في سياستك وتلطفك حتى تفاصل معهم مدة التعطيل الثانى على نسبه العشرة آلاف ريال التي كان وقع الفصال بها معهم على يد السيد محمد بركاش في مدة التعطيل الأول التي قدرها سبعة أشهر أو بخمسة في المائة، وهى غاية ما يكون لي إن لم يقبلوا ذلك.
وأما المشاهرات فقد وجهت ثلاث من مكناس ولا تكون اليوم إلا وصلت لطنجة وكذلك السكة الناقصة الوزن صدر الأمر الشريف بتفسيرها لطنجة ولا تكون إلا سافرت اليوم وعلى المحبة والسلام في ٢٩ صفر عام ١٣٠١.