ثم وجه بعثة حربية لفرنسا وبلجيكا فمكثت هناك سبع سنوات، أربع منها بفرنسا وثلاث ببلحيكا تخرجت فيها في صناعة الذخائر الحربية، ثم عادت للمغرب سنة ١٣٠٥ فلحقت بالحضرة الشريفة برباط الفتح، وأتت معه مكناسة الزيتون وأقامت بها ستة أشهر ثم توجهت لفاس لتطبيق العلم على العمل.
فدخلت للعمل في دار السلاح الآتى الكلام عليها، وكانت هذه البعثة تتركب من: الطاهر بن الحاج الأودى رئيس العملة بدار السلاح، ومعه من فاس محمد المنقرى رئيس قسم صناعة الزنادات بالدار، ومحمد بن على الحداد ومن مكناس عباس بن قاسم رئيس قسم صناعة الجعاب بالدار المذكورة، والمعلم أحمد ابن صالح وإدريس بن الحداد، ومحمد بن أحمد المدعو المشطون، والمعلم حمان، وبو سلهام بن حم، ومحمد بن العباس وكلهم نجحوا في علومهم واستخدموا بدار السلاح.
وفى سنة ١٣٠١ وجه بعثة حربية تتركب من أربعة أفراد من طابور الحرابة إلى بلاد الألمان، ووجه معهم خديمه الحاج محمد بركاش نجل النائب السلطانى، وقد وقفت على الظهير السلطانى الصادر لسلطان الألمان في هذا المقصد الحميد دونك لفظه بعد البسملة والحوقلة والافتتاح:
"إلى المحب الموقر المعظم، المحترم المفخم، الشهير الخطير ذى المآثر والمزايا والمفاخر، حامل راية السياسة، الحائز قصبات السبق في ميادين الرياسة. المميز بملاحظ الأثرة والاعتنا، المقصود بين السلاطين العظام بلسان الثنا. ملك الألمانية وسلطان البروص الأصعد الأزهر السلطان كليوم.
أما بعد: فإن المحبة والصحبة والصداقة والثقة وحسن الظن والاعتقاد الجميل أوجبت توجيه أشخاص نجباء أخيار من هذه الإيالة لبلادكم الرفيعة المصونة، بقصد الزيادة في تنقيح ذكائهم، وتهذيب أخلاقهم بآداب السياسة العلانية، والمعلوم