وبعد: وصل كتابك بالإعلام بأنك لما حللت ثغر طنجة تلاقيت بخديمنا الطالب محمد بركاش، وبعده مع باشدور النجليز، وتكلمتم في أمر حساب السلف وحساب المدافع والأبراج، وأنكم تفاوضتم في تقديم الأهم فالأهم، ووجدته حريصا على المبادرة بحساب السلف لكون مشاهرته حلت، وعزم على توجيه نائب أرباب السلف لأعمال الحساب معك فيه، وأنك أجبته بأن أول ما يقدم أعمال المحاسبة مع خديمنا بركاش في جميع ما وصله منه من المراسى وغيرها مرتبة على التواريخ، وحيث يصفوا معه يقع الحساب مع نائب أرباب السلف فساعد على ذلك وافترقتم، وأنك بعد ذلك شرعت فيه مع بركاش على ترتيب التاريخ والمقابلة وأنكم مجتهدون فيه، غير أن بركاش في بعض الأوقات لا يمكنه الوصول إليك لما يعرض له من الأشغال، كما أعلمت أن التسعة عشر ألف ريال التي هى من حساب المدافع وردت من الجديدة، إلا أنك أخرت بركاش عن دفعها للباشادور حتى تجدد معهم الحساب وتبحث في آلات المدافع كلها المقيدة عندكم من مكاتبهم وحساباتهم لتعرف ما وصل منها وما لم يصل، فالواصل يؤدى له ثمنه، وما لا فلا، وكذلك الإقامة المجلوبة للأبراج وصار الكل ببالنا الشريف.
فأما ترتيبك للحساب مع من ذكر على التواريخ واجتهادكم فيه فذلك هو المراد منك، وقد أحسنت فيه أصلحك الله، وأما كون خديمنا بركاش تعرض له أشغال فهو معذور والله يعينه ويسدده، وأما ما فعلت من تأخير دفع المال الوارد من الجديدة للباشدور إلى أن تجدد الحساب معه فالعمل على ذلك سددك الله والسلام في ٢٠ حجة الحرام خاتم ١٢٩٧".