للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القديمة وقد مر بسط ذلك، وأما تاجرارت -فبتاء مفتوحة بعدها ألف فجيم فراء فألف فراء فتاء ساكنة- وما وصف به قصر ترزجين ينطبق تمام الانطباق على ناحية برج العريفة الشهير الكائن بحارة بني موسى قرب الجنان المنسوب للعريفة المشار لها أيضًا بالمحل.

فالظاهر أن القصر كان هنالك فخرب وأحدث بعده البرج المذكور زمن سيدنا الجد المولى إسماعيل قدس سره، وإن كان عدم تعيين ابن غازي لقصر ترزجين بكونه من ورزيغة أو بمجاورته لها وعدوله إلى التجوير بغيرها كما تراه يبعد ما قلناه كما يبعده أيضًا ما يأتي قريبًا في سوق الغبار من كونها إزاء قصر ترزجين ... . إلخ، والله أعلم.

وتفسير تاجرارت بالمحلة في لسان البربر به جزم ابن خلدون في تاجرارت التي حور تلمسان فلعل ابن غازي إليه أشار بقليل، وكذلك جزم بذلك الزياني في رحلته وهو من علماء البربر، وإن كنت قد سألت غير واحد من البربر عن تفسير تاجرارت بالمحلة فنفاه وجزم بعدم وجوده في لسانهم، وأنهم وإنما يقولون المحلة وبعضهم يقول تمحلت بزيادة مثناة فوقية قبل الميم.

كما أني بحثت عن لفظ أسكل الآتي قريبًا وإطلاقه على مفرد الاهرية المتخذة من الدوم فجزم بعدم وجود هذا اللفظ عندهم.

ثم قال في "الروض": وهذا الحصن هو المدينة الموجودة لهذا العهد، فلما أخذوا في بنائها اجتهدوا فيه وأعجلهم الأمر حتى احتاجوا على ما يحكي إلى إقامة شقة من سوره بالأهرية المتخذة من الدوم لادخار الأطعمة، وسمى واحدها بلسان البربر أسكل، وملئوها ترابا، وقاتلوا دونها حتى أكملوا البناء بعد ذلك (١).

وفي القطر الغربي من أبراج سورها برج مبني بالحجر والجيار بناء محكمًا يسمى برج ليلة، سموه بذلك، لأنه بني من ليلته فيما زعموا، ونقل الوالي بدر بن


(١) الروض الهتون - ص ٥٩ - ٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>