قوتها والطواف عليها والإخبار بواسطة الشريف مولاى أحمد الصويرى كل حين بالصالح منها والمفتقر للإصلاح.
وعندما يصل الإعلام بذلك يصدر الأمر الشريف بتنفيذه حالا، وكان رحمه الله له اهتمام كبير بفابركة السلاح بفاس يتفقدها في غالب الأوقات بنفسه.
وقد أبدى قدس الله روحه في وجهته السوسية الأخيرة التي وصل فيها إلى اركسيس وآصاكة الجرتين ما لا يزيد عليه من الاهتمام، وأبدى من أفكاره الصائبة ما لم يبده أحد من أهل العقول الراجحة وكذا بحركة تفيلالت والحركة الجبلية وغيرهما.
كما كان رحمه الله له اهتمام كبير بالاطلاع على الاختراعات الوقتية، فقد جلب له أحد السفراء وهو بمراكش آلات للضوء الكهربائى فركبها المهندسون الأهليون مع بعض المهندسين الواردين مع السفير المذكور حتى أنار الضوء بأماكنه المنيفة بالقصير (بالتصغير)، كما جاء له بعض السفراء بالسكة الحديدية وعرباتها ونصبت بأكدال بمكناس وباشر نصبها بعض المهندسين الأهليين ومن كان معهم من الأجانب واستخدمها وركب بها حاشية المخزن الشريف.
وبعد استيفاء الغرض منها جمع الجميع بخزائن الأروى، كما جاء له بعض الأجانب بآلات للكلام من بعد فكان يستخدمها المهندسون بحضور جلالته الشريفة.
وكانت إنكلترا قد طلبت من حضرته الشريفة جعل بابور البر ومد السكة الحديدية ببعض النواحى المغربية، كما طلب غيرها إدخال غير ذلك من الاختراعات العصرية، فكان يجيبهم بالشكر لهم على الاقتراح مع إرجاء تنفيذه ببعض الأعذار، أو الإشارة إلى عدم تيسر ذلك في الوقت أو نحو ذلك.
وكل هذا كان اتقاء منه لما يؤدى إليه ذلك من التداخل الأجنبى والتنافس الدولى، وكان هذا دأبه معهم دائما في كل أمر له مندوحة عنه رأى فيه مَسًّا ما