الشريفة المواضع التي تصلح لجعل المرسى الحربية بها التي نبهتم عليها، وأشار بأن يكون يصنع للحضرة الشريفة ما تريده من المراكب الحربية في المستقبل ببلادكم، فأمرنى مولانا نصره أن نجيبك عن ذلك بأن المصلحة الوقتية اقتضت عدم الاشتغال ببناء التحصينات الحربية كما لا يخفى على العقلاء أمثالكم حسبما شافهت به حضرته الشريفة نائبكم المذكور.
وأما المراكب الحربية فأجاب عنها سيدنا أيده الله بأن الذى يمكن سيادته ويعطيكم القول به هو أن لا يصنع مركب آخر قبل وجود هذا الذى يصنع على يدكم، وإذا كمل ووجد ولم تحصل به الكفاية يصنع ما يراد من ذلك حيث يشاء الله ويختار، إذ لا اختيار للعبد مع مولاه.
وتصلكم سكين مذهبة من عمل هذه الإيالة السعيدة على يد المحب المنسطر الكبير كنطاغلى إكراما لكم من الحضرة المولوية.
وإليك نص ظهير شريف عزيزى يتضمن الأوامر المولوية لرجال المركب المذكور بالقيام بوظائفهم الدينية والبحرية نقلا عن كناشة الفقيه السيد محمد بن المعطى بنونة الرباطى الكاتب الأول بالمالية في العهدين الحسنى والعزيزى والكاتب العام للوفد المغربى في مؤتمر الجزيرة بعد ذلك.
"يعلم من كتابنا هذا لا زالت سفائن الصلاح به في بحار السعادة جارية، وكواكب الإقبال منه للمسترشدين هادية، أننا بحول الله شامل الطول والإنعام، وجاعل الجوارى المنشآت في البحر كالأعلام، أسندنا النظر لخديمنا الأرضى النائب الحاج محمد بن العربى الطريس في أمور مركبنا الحربى السعيد. المحفوف برياح الظفر والتأييد، المسمى بشير الإسلام بخوافق الأعلام، وكلفناه برد البال لجماعة المسلمين المرتبين فيه من رؤساء وأعيان ونوتية، وعسكر وخدام وبحرية، وأمرناه أن يلزمهم القيام بما كلفوا به من العمل ورتبوا عليه، وامتثال أمر كبيرهم فيما يدعوهم