حدوده، والجولان في أنحاء المملكة ودواخلها وتنظيم جباية المال، ومراقبة أعمال الموظفين والعمال، ومكافأة المخلصين من الرجال، والإصغاء للشكايات والاهتمام بالعلم والعلماء واستشارتهم - وهم خلاصة الأمة - في كبار النوازل والمسائل وبعث السفارات للدول العظمى لفصل القضايا ورفع ذكر هذه المملكة في الآفاق والدعاية لها وغير ذلك من جلائل الأعمال التي صدرت عنه على قيام العقبات الداخلية والخارجية في وجهه.
فقد وجد مداخل المراسى مرهونة، والديون الأجنبية متراكمة، وبيوت الأموال فارغة، وأحوال الرعية مضطربة، وأعين الدول متطلعة مترقبة والامتيازات الأجنبية قائمة وأصوات المحتمين بالصخب مرتفعة، والثائرون في كل جهة، كلما أخمد ثورة واحد منهم اشتعلت ضده أخرى، والمجاورون من الأوروبيين ملحون في مسائل الحدود وغيرها إلى غير ذلك مما يظهر للمنصف ولا يخفى إلا على المتعسف.