كان فضل الله بها على عباده جزيلا، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (٧٠)} [الإسراء: ٧٠].
ولا يغفلوا عن الاستمساك بذكر الله والاعتصام بحبله، إذ هو ربكم الذى يزجى لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله، وليستروحوا في حركاتهم مواهب التوفيق التي فاز من تلقاها، تالية ألسنتهم قول الله تعالى:{بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ...}[هود: ٤١] وليشاهدوا السلامة من الله بعين الانتباه ويعترفوا بحمده امتثالا لقوله تعالى فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله، وليعلموا أن هذه تبصرة لا يسعهم إغفالها، وأوامر مؤكدة لا يمكن المؤمنين إهمالها، والله سبحانه يقضى بهم كل غرض، ويحرس الظرف والمظروف من كل آفة وعرض، إنه بالمؤمنين رءوف رحيم {... وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٠١)} [آل عمران: ١٠١].
كما نأمر خديمنا المذكور بالتأكيد على أهل المركب في قراءة حزب البحر مساء وصباحا لما تضمنه من أسرار الابتهال الكفيلة بنيل الإجابة سلامة ونجاحا، وعلى الواقف عليه أن يعلم منطوقه وفحواه، ويعمل بمصدوقه ومقتضاه والسلام.
صدر به أمرنا الشريف المعتز بالله تعالى في تاسع عشرى رجب الفرد الحرام عام ١٣١٧".
هذا وبالجملة فمن تأمل أعمال هذا السلطان الجليل بأن له سفه الرأى الملصق بجانبه ما لا يليق القائل بعدم قيامه بأعباء المملكة كما ينبغى، وإهماله للاستعداد، فقد رأيت أنه لما تولى لم يأل جهدا في تمهيد البلاد، وتطمين العباد، وتدارك الخلل، وإزاحة العلل، ونشر الأمن بين القبائل والحلل، وتدريب الجيش وتحصين الثغور وجلب الذخائر، وإنشاء المعامل وبعث الطلاب، وتفقد المغرب من أقصى