للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويدوروا مع القبلة في حال صلاتهم إن دارت بهم المركب لغير جهتها، إلا إذا تعذر عليهم الدوران ولم يمكنهم لحصول مشقة، فيتمادون على صلاتهم حيثما توجهت المركب بهم.

وإذا صلوا مرة إلى جهة اجتهادهم ثم تبين خطؤهم في القبلة فإن كان تحريهم مع ظهور العلامات أعادوا في الوقت إن استدبروا أو غربوا أو شرقوا، وإن كان مع عدم ظهورها فلا إعادة.

ولا يخالفون الجهة التي أداهم الاجتهاد إليها عمدا فإن خالفوها بطلت وأعادوا أبدا، وأن لا يتهاونوا في الفطرة الدينية من النظافة والطهارة بعدا وقربا، والتوقى من كل ما يحرم أكلا وشربا. وأن يحرضهم على حسن السيرة مع بعضهم لبعض بدوام الأخوة والائتلاف. والتعاون على الخدمة والنصيحة وتوطئة الأكناف، حتى يبقى سلك ألفتهم مأمونا، وعقدهم بحفظ الديانة والطاعة مصونا.

ومن الواجب المتعين عليهم أن يكونوا على الدوام آخذين بالحزم والحذر، والتلبس بهيئة الاستعداد الذى هو من وسائل الظفر، مع زيادة التمرن في سير البحر ومعرفة قواعده، والتمهر في كيفية مصادر المركب وموارده، وضبط أحوال سكون البحر وهيجانه، وأوقات اضطراب الموج واطمئنانه، وحفظ حصته الضابطة لمده وجزره، والساعات المناسبة لإقامة المركب أو سيره.

أخذا بالأسباب المشروعة العادية، مع اعتقاد التوكل على عناية الله المتوالية، وكذلك ممارسة علم الجهات الأربع، واستدلال عليها بالقطب وكرة الثوابت أو بالآلة التي دلالتها في ذلك تنفع، فقد قال تعالى في الكواكب الزهر {لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ... (٩٧)} [الأنعام: ٩٧] وأن يلزمهم الاشتغال بما يعنيهم في أوقات فراغهم على أن يكونوا دائما مستحضرين عناية الله ورسوله. ومعتقدين تيسير لطفه ومطمئنين على حصوله، وليعرفوا أنهم مستخدمون في آية

<<  <  ج: ص:  >  >>