الداخلية وأموره الخاصة به، وأموره دوره وعائلته وطبع المكاتب المولوية، وبيده مفاتيح الخزائن، وإليه النظر في أصحاب الوضوء والفراش والسجادة والماء والأتاى وصاحب السكين والجزار وصاحب الأروى والمحفة، وهؤلاء المذكورون هم الحناطى الداخليون -ثم الحاجب يوجه بواسطة صاحب الوضوء لكل وزير شغله المتعلق به، وذلك بعد أن يضمن تلك المكاتب جميعها بدفتر خاص كما يقيد التواقيع السلطانية بدفتر خاص يحفظان عنده كما يقيد كل وزير ما ذكر بدفتره الخاص ثم تختم تلك المكاتب وتسلم لقائد المشور ليوجه بها لأربابها.
ثم يخرج المترجم ويجلس على أريكة ملكه بالمحل المعد لمقابلة الوزراء، لابسا كساء بدون برنوس وعمامة متقنة التصفيف محكمة اللّيّ، فيمر أولا بحنطة الشويردات (الأطفال الصغار من أبناء الجيش) فيجدهم مصطفين فيؤدون له التحية الملوكية بأصوات عالية جدا، ثم يمر بحنطة أصحاب الوضوء وهم جماعة من الوصفان يبلغون عنه أوامره إلى الوزراء مشافهة وكتابة فيؤدون له التحية كذلك، ثم بحنطة أصحاب الأتاى، ثم بحنطة الجزارة ثم بحنطة أصحاب الفراش، ثم يجلس على أريكة ملكه، فإذا جلس خرج أحد الفرايجية وهم جماعة من العبيد مكلفون بحراسة أبواب داره وبناء قببه في سفره، فيتطوف على بنائق الوزراء قائلا سيدى قعد فيقول الوزير مجيبا له جلوس عز وسلامة إلى أن يعلم الجميع بذلك.
ثم ينادى أحد أصحاب الوضوء قائد المشور قائلا كلم سيدى يا فلان باسمه من غير سيادة، فيدخل قائد المشور ويدفع للسلطان المكاتب والأجوبة الواردة من النواحى مختومة، وتقييد الوفود الطالبين مقابلته وما بأيديهم من الهدايا، فيوقع بالإذن في مقابلة من اقتضى نظره مقابلته ويرجع له التقييد فيخرج لمباشرة أشغاله.
ووظيفة قائد المشور هذا قبض سائر المكاتب الصادرة والواردة ممن كانت ولمن كانت، فيقيد المكاتيب الواردة للجلالة السلطانية ويبين عددها والمحل الذى وردت منه، ثم يقدمها مع التقييد للجلالة المولوية مختومة.