والسلطان هو الذى يتولى فض ختامها بنفسه ويستوعبها قراءة ثم يوقع عليها، ثم لما مرض عام ١٣٠٤ وصار يشق عليه الفض والاستيعاب أمر الحاجب بفض ختامها واستدعاء كاتبين من مكتب الصدارة لمكتبه بقصد تقييد مضمن المكاتيب الواردة لجلالته الكريمة، ثم بعد تقييد المضمن على ظهر نفس الكتاب يقدم الحاجب ذلك للجلالة الشريفة فيستوعب المضمن، وربما استوعب الكتاب إن كان ذا أهمية ثم يوقع على تلك المكاتيب ويردها للحاجب ليوزعها على الوزراء كل وما يرجع إليه.
ثم يستدعى السلطان الوزير الصدر بواسطة قائد أصحاب الوضوء تمييزا له بذلك فيدخل عليه ويباشر أشغال مأموريته، ثم يخرج ثم يستدعى وزير المالية فيباشر أشغال مأموريته، ثم يستدعى وزير الخارجية فيباشر أشغال مأموريته، ثم يدخل قائد المشور بمن أذن لهم في مقابلة الجلالة السلطانية.
فإذا فرغ من ذلك دخل داره وأزال الكساء والعمامة ولبس جلابة وقلنسوة، ثم يتغدى ثم يتطوف على البنائين والخياطين والنساخين والذميين السكاكين، فإذا حان وقت الظهر تهيأ للصلاة، فإذا أدى المكتوبة رجع لقصره العامر للاستراحة وربما نام.
ثم إذا حان وقت العصر تهيأ لصلاته فإذا أداها جلس على أريكة ملكه، فيكون شأنه مساء كشأنه صباحا، ثم إذا حان وقت المغرب دخل المسجد فصلاها، ثم صلى بعدها ست ركعات، ثم رجع لداره فتعشى، ثم خرج للمسجد فصلى به العشاء، ثم يرجع لداره فيستدعى بأشغال الوزراء فيستوعبها مطالعة ثم يوقع على كل شغل بما اقتضاه نظره، ثم يطالع من كتب السير والسياسة وتاريخ الأمم السالفة ما شاء الله، ثم ينام إلى نصف الليل الآخر، ثم يستيقظ ويتبتل ما شاء الله ويصلى ركعتى التهجد اللتين هما من شروط ورده الكنتى.