ثم توفى وولى بعده الفقيه السيد محمد بن العربى الجامعى، ثم مرض مرضه المزمن فولى بعده بحكم النيابة الفقيه السيد محمد الصنهاجى، ثم توفى السلطان المترجم وحل به ما تلى عليك -مكلف بالنظر في أمور الولاة من قضاة ونظار ونقباء وباشوات وعمال وبتنفيذ الإنعامات والصوائر وكتابة الظهائر السلطانية كيفما كانت، وإقطاعات وولايات وعزل وغير ذلك، وإبلاغ الأوامر لقائد المشور بما اقتضاه النظر السلطانى في الحركات، وتسيير الجيوش من الجهات وتقدير المؤن والنفقات وله المراقبة في الجملة على أعمال غيره من الوزراء.
ووزير الشكايات (العدلية) -وهو في أول إمارته الفقيه السيد محمد بن عبد الله الصفار، ثم بعد وفاته ولى الفقيه السيد على المسفيوى ولم يزل على وظيفة إلى أن توفى المترجم- وظيفة النظر في الشكايات بأنواعها وإصدار الأوامر فيها بما اقتضاه النظر السلطانى مع موافقة حكم الشرع فيها.
والعلاف الكبير (وزير الحرب) -وهو في أول إمارته الفقيه السيد عبد الله ابن أحمد ثم أعفى وولى مكانه الحاج المعطى الجامعى المذكور ثم لما ولى الصدارة ولى مكانه أخوه السيد المدعو الصغير إلى أن توفى المترجم وحل بالجامعيين ما حل مما مر شرحه- وظيفة النظر في أمر العسكر ومؤنته ومؤن الجيش المخزنى كلها تخرج على يده وهو المكلف بمباشرتها مع السلطان، وعليه العهدة في السلاح والذخائر الحربية واختيار من يوجه من فرقه وقواده إلى ما اقتضاه النظر السلطانى لنواحى مملكته واختيار أعداده وتقييدها بقائمة يومية تدفع للجلالة السلطانية بعد إشراف الوزير الصدر عليها وإمضائها باسمه.
ووزير الخارجية -وأول من وليها استقلالا الفقيه السيد محمد المفضل غريط- مكلف بالنظر في أمور المحميين والوساطة بين السلطان وبين سفراء الدول، وعقد الشروط والمعاهدات بينه وبينهم، وكتابة الرسائل إليهم وإصدار الأوامر