هذا وعادة المترجم في تقسيم أيام الأسبوع أنه كان قدس الله روحه يقابل أصحاب المظالم وأرباب الشكايات بنفسه يوم الأحد، يقدم له الوزير المكلف بسماع المظالم وتقييد دعاويهم زمام المشتكين كل باسمه ونسبه ومحل استيطانه وتقرير دعواه، فيأخذ المترجم الزمام وينادى المقيدين به واحدا بعد واحد، ويبحث كلا على حدته بحثا مدققا حتى يأتى على جميعهم، فمن وافق مقاله ما هو مقيد عنه وقع بما يراه نظره الأسد في إنصافه ممن ظلمه، ومن وقعت منه أدنى مخالفة يتتبع قضيته ويحلل كلامه أدق تحليل حتى يتضح له وجه الحق فيها، فيقضى بما يراه هذا كله ووزير الشكاية واقف بإزاء المترجم وبيده تقييده مثل التي بيد صاحب الترجمة.
وفى يوم الاثنين يخرج للرماية بالمدافع ويباشر الرمى بنفسه.
ويوم الثلاثاء يعود فيه لسماع المظالم على نحو ما وصف لك في يوم الأحد.
ويوم الأربعاء لاستعراض الجيوش أمامه، وكيفية ذلك أنه يصدر أوامره المطاعة لقائد المشور والعلاف يعنى وزير الحرب بتعيين اليوم والساعة والمحل، فيقع الإعلام لكافة الجيش بالحضور فيحضر ويقف كل فريق على حدته، هذا وراء هذا إلى آخره مرتبًا وفق ما بالكناش المخزنى، ومع كل فريق عون من أعوان قائد المشور مكلف بإحصاء عدده، وعندما يخرج السلطان يكون راكبا جواده بهيئته الرسمية إلى المحل المعد لجلوسه، فيترجل ويجلس على عرشه، وبعد هنيئة يستدعى وزير الحرب بواسطة صاحب الوضوء ويستلم منه قوائم عدد رواتب الجيش فيطالعها ويأمر قائد المشور بالاستعراض، فينادى قائد المشور بأعلى صوته بهاتين اللفظتين: زيدوا اتسرطوا قال لكم سيدى، فيجيب أصحاب الفريق الأول كلهم بصوت واحد: نعم سيدى.