للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويتقدمون إلى أمام السلطان فيعرفه قائد المشور بهم بقوله هذه الفرقة الفلانية نعم سيدى فيطالبه السلطان بالعدد فينادى: العدد قال لكم سيدى فيتقدم الشرطى المكلف لدى قائد المشور، ويقول له: عدد الخيل كذا والرماة كذا فيبلغ ذلك السلطان، فإذا وجده مطابقا للقائمة يدعو لهم ويأمرهم بالانصراف، ويتبعهم من خلفهم طبق ما سطر وإن وجد خلاف ذلك يتباحث مع الوزير المذكور فيه، فإن استدل أو اعتذر بما يقبل فذاك، وإلا فالملامة على رئيس الفرقة، وعند الانتهاء يركب السلطان جواده راجعا إلى قصره.

ويوم الخميس يخرج المترجم لبعض أجنته المتصلة بداره مع حرمه الكريم، فإذا كان بالعاصمة المكناسية يخرج لجنان ابن حليمة الذى صار جنانا عموميا وتضرب القباب بأجدال المتصل به الشهير، ويظل السلطان مع سائر حرمه وحرم العائلة اليوم كله، والناس ما بين راكب وراجل، فإذا كان الغروب رجع الكل للقصور المولوية وربما بات السلطان هنالك مع الخاصة من حرمه.

وفى يوم الجمعة قبل بزوغ الشمس يأتى لباب القصر الفاخر الطبال (المعروف بالكومى) بمزاميره فيضرب إلى أن تطلع الشمس، ثم تعقبه الموسيقى بألحانها العربية الشجية وتدوم نحو ساعة ويذهب الجميع.

وفى الساعة الحادية عشرة تجتمع الهيئة المخزنية بدار المخزن وتصطف العساكر والموسيقى، وعند خروج السلطان يقف كل من الوزراء تحت رياسة الصدر والمسخرون كل فريق على حدته والباشوات والحناطى البرانيون منهم أصحاب المظلة والمزارق والمكاحل يقفون على الباب الذى يخرج منه ليؤدوا التحية، ويأتوا خلفه وأمامه على عادتهم، وكبير المشور وأتباعه يقفون على الباب الذى يدخل منه لأداء التحية، ثم يخرج السلطان من داره العالية لابسا أجمل الثياب بكساء وبرنوس وعمامة متقنة التصفيف كأنما كساؤه وبرنوسه خيطا عليه من إتقانه

<<  <  ج: ص:  >  >>