لبسهما، متقلدا تحت برنوسه سيفا قصيرا، فإذا وصل إلى الباب الأول من الدار أدى له التحية الملوكية وصفان الدار الخصيان وأتباعهم من الصبيان المسمون بالشويردات، ثم يجد الحناطى مصطفين وأمامهم رئيسهم الحاجب، وخيل القادة بأيدى خدمتها فيؤدى له الحاجب والحناطى التحية الملوكية.
فيجلس في محل المقابلة ويستدعى الوزير الصدر أو وزير الخارجية فيحادثونه ريثما ترتب الصفوف، ثم يركب في بعض الأحيان فرسا من تلك الأفراس السبعة ذات السروج الملونة والأسقاط المذهبة، وفى بعض الأحيان يركب عربة في غاية الزخرفة والزينة يجرها فرس أو فرسان عتيقان، ثم تقاد خيل القادة الستة أمامه، ثم قائد المشور جاعلا مكحلته على عاتقه، ثم الجناب الشريف ثم العربة، ثم الحاجب وراءه الحناطى إلى الباب الأوسط، فيجد الوزراء والكتبة والأمناء مصطفين صفا واحدا عن يمين الباب، فإذا حاذى الوزراء ومن معهم سلم عليهم بواسطة قائد الأروى فيردون عليه بخفض أعناقهم وهم ساكتون، ثم يحاذى أصحاب المكحلة فيؤدون له التحية الملوكية ثم يصدح أصحاب الموسيقى بما يكون فألا حسنا كقوله:
لك الهنا والسرور دائم ... يا أيها الطالع السعيد
ثم يؤدى له الباشوات التحية الملوكية، وتكون صفوف العسكر المنظم وراء الجميع ثم يدخل المسجد من باب المقصورة فيصلى تحية المسجد، فإذا أذن المؤذن وخطب الخطيب وقضيت الصلاة رجع راكبا على فرس من تلك الأفراس منشورة مظلته على رأسه، ويصدح أصحاب الموسيقى بالألحان المطربة ويقرع أصحاب الكومى طبولهم وينفخون في مزاميرهم.
ويكون ترتيب التحية معكوسا بحيث يكون الوصفان الخصيان اللذين كانوا في التحية أولا هم الآخرون فيها، وبعد دخوله لقصره العامر يقف كبير المشور